دراسة تكشف خطراً جديداً: تقنية الذكاء الاصطناعي "جروك" تنتج صوراً مزيفة تهدد الانتخابات الأمريكية

كشفت دراسة حديثة عن مخاوف كبيرة تتعلق بتأثير تقنية الذكاء الاصطناعي "جروك"، التي تم تطويرها من قبل منصة "إكس"، على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. 

تُظهر الدراسة أن هذه التقنية قادرة على إنتاج صور مزيفة للسياسيين الأمريكيين، مما قد يسهم في تشويه الحقائق والتأثير على قرارات الناخبين. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات، تزداد المخاوف من أن انتشار هذه الصور على نطاق واسع دون رقابة قد يؤدي إلى تضليل الجمهور والتأثير على النتائج.

صور مزيفة تثير الجدل وتنتشر بسرعة

أشارت الدراسة إلى أن تقنية "جروك" قد أنتجت العديد من الصور المزيفة التي نالت انتشاراً واسعاً على منصة "إكس". ومن بين هذه الصور، كانت هناك صورة مزيفة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو في المستشفى، إضافة إلى صور تُظهر معارك في مراكز الاقتراع. 

ما يزيد من خطورة هذه الصور هو أنها حصلت على ما يقرب من مليون مشاهدة، ما يعني أن تأثيرها قد وصل إلى عدد كبير من المستخدمين.

صعوبة في إنتاج صور لبعض الشخصيات السياسية

على الرغم من قدرة تقنية "جروك" على إنتاج صور مزيفة عالية الجودة، إلا أن الدراسة أشارت إلى أن التقنية تواجه صعوبات في إنتاج صور لبعض السياسيين، مثل المرشحة كامالا هاريس وسياسيين آخرين. 

هذا النقص في القدرة على إنتاج صور مزيفة لجميع الشخصيات السياسية يمكن أن يساهم في تحريف الحقائق، حيث يتم التركيز على بعض الشخصيات دون غيرها، مما قد يؤثر على الرأي العام بشكل غير متوازن.

قلق الباحثين من تأثير الصور المزيفة على الناخبين

تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أهم الأحداث السياسية على مستوى العالم، ولذا فإن تأثير الصور المزيفة على الناخبين يعد مسألة في غاية الخطورة. 

يعبر الباحثون عن قلقهم من أن تكون هذه الصور سبباً في تضليل الناخبين وتوجيههم نحو اتخاذ قرارات مبنية على معلومات غير صحيحة. فمع انتشار الصور المزيفة على نطاق واسع، يصبح من الصعب على الناخبين التمييز بين الحقيقة والخيال، مما يهدد نزاهة العملية الانتخابية.

منصات الذكاء الاصطناعي وتحديات الرقابة

تُعد منصة "إكس" من بين المنصات الكبرى التي تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها. وعلى عكس بعض الشركات الأخرى مثل OpenAI التي اتخذت إجراءات لمنع إنتاج المعلومات المضللة، يبدو أن "إكس" لم تتخذ بعد خطوات كافية للحد من انتشار الصور المزيفة عبر منصتها. هذا النقص في الرقابة يثير تساؤلات حول مدى استعداد "إكس" لتحمل مسؤوليتها في حماية المستخدمين من تأثيرات هذه التقنيات.

دعوات لتطبيق قواعد صارمة لمنع انتشار الصور المزيفة

في ضوء هذه الدراسة، يدعو الخبراء منصة "إكس" إلى تطبيق قواعد أكثر صرامة لضمان عدم انتشار الصور المزيفة التي قد تؤثر على الانتخابات. 

يُطالب الخبراء بضرورة وضع ضوابط دقيقة لرصد المحتوى وتقييد إنتاج الصور المزيفة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويرى البعض أن الأمر لا يتطلب فقط إجراءات تقنية، بل أيضاً توعية الجمهور بمخاطر الصور المزيفة وكيفية التعرف عليها.

خاتمة: مسؤولية منصات التواصل في حماية الديمقراطية

في النهاية، تبرز هذه الدراسة أهمية دور منصات التواصل الاجتماعي في حماية الديمقراطية وضمان نزاهة العمليات الانتخابية. فمع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يصبح من الضروري وضع ضوابط وقواعد واضحة لمنع استخدامها في نشر المعلومات المضللة. 

وتظل مسؤولية المنصات الكبرى، مثل "إكس"، في التأكد من أن تقنياتها لا تُستخدم بشكل يضر بالعملية الديمقراطية، ضرورة لا يمكن التهاون فيها.