نجاح هبوط كبسولة ستارلاينر في ظل التحديات التقنية: قراءة في تفاصيل المهمة

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الإثنين، 09 سبتمبر 2024 04:55 م

كبسولة ستارلاينر

كبسولة ستارلاينر

في إنجاز تقني مهم في عالم الفضاء، هبطت كبسولة بوينغ ستارلاينر بسلام في ميناء وايت ساندز الفضائي بنيو مكسيكو في فجر السابع من سبتمبر 2024، بعد انفصالها عن محطة الفضاء الدولية. 

الكبسولة، التي حملت اسم "كاليبسو"، عادت دون طاقم، وذلك بعد أن قررت ناسا إعادة رائدي الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور على متن كبسولة سبيس إكس دراجون في فبراير المقبل لأسباب تتعلق بالسلامة. 

رغم التحديات التقنية التي واجهتها، فإن العودة الناجحة للكبسولة تعتبر خطوة هامة في رحلة تطوير الفضاء.

تحديات تقنية تواجهها الكبسولة

كانت رحلة ستارلاينر مليئة بالتحديات التقنية، التي أبرزت أهمية تحسين تقنيات الفضاء. بدأت المشاكل عندما لاحظ المهندسون تسريباً في وحدة الخدمة الخاصة بالكبسولة، بالإضافة إلى خلل في بعض محركات الدفع. 

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أجرت فرق المهندسين اختبارات مكثفة لتحديد مدى خطورة هذه المشكلات، لكنها أثبتت أن هناك عيوباً تحتاج إلى معالجة عاجلة.

وبسبب هذه المشاكل، قررت ناسا سحب طاقم الكبسولة وإعادته إلى الأرض على متن كبسولة سبيس إكس دراجون، ما أدى إلى تحول دور رائدي الفضاء ويليامز وويليامز إلى مجرد داعمين لمراقبة رحلة العودة.

التصريحات الرسمية والتدابير المستقبلية

في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد هبوط الكبسولة، غابت شركة بوينغ عن الحضور، وتحدث ثلاث من مسؤولي ناسا فقط. وأوضح المسؤولون أن بوينغ قد فوضت ناسا لتمثيل المهمة في المؤتمر، وأكدوا التزام الشركة بالعمل مع الوكالة لتجاوز التحديات. 

كبسولة «ستارلاينر» تصل محطة الفضاء للمرة الأولى | الاقتصادية

وأشاد المسؤولون بنجاح الإرساء والهبوط الدقيق للكبسولة، مشيرين إلى أن المهمة حققت من 85 إلى 90 بالمئة من أهدافها. ولفتوا إلى أن الرحلات التجريبية لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها، مما يعكس التحديات التي قد تواجهها التكنولوجيا الجديدة.

خطط ومراحل قادمة

من المتوقع أن تستغرق عملية إعادة الكبسولة "كاليبسو" إلى أرض ناسا حوالي أسبوعين، مع فترة إضافية أسبوع آخر لجمع وتحليل البيانات. ستعمل ناسا وبوينغ على دراسة هذه البيانات لتحسين تصميم الكبسولة وتعزيز أدائها في المستقبل. 

ومن الجدير بالذكر أن وحدة الخدمة التي تحتوي على المحركات المعطلة قد تم التخلص منها أثناء العودة، ما يعني أن فحص هذه المكونات سيكون محدودًا.

وفي تصريح له، أكد ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في ناسا، أن المشاكل التي واجهتها الكبسولة ليست مستعصية، لكنها تتطلب وقتًا لمعالجتها. 

وأضاف ستيتش أنه لا توجد خطط حالية لإطلاق رحلات مأهولة أخرى على متن ستارلاينر حتى يتم حل المشكلات التقنية الحالية.

استعدادات ناسا لمهام قادمة

في الأفق القريب، تستعد ناسا لمهام أخرى مهمة. من المقرر عودة مركبة SpaceX Crew-8 في نهاية سبتمبر 2024، في حين من المتوقع إطلاق مهمة Crew-9 لاحقًا. ستشمل مهمة Crew-9 رائدين فقط بدلاً من أربعة، وذلك لتوفير المجال لعودة رائدي الفضاء ويليامز وويليامز في فبراير 2025.

في الختام، تعتبر تجربة ستارلاينر خطوة هامة نحو تحقيق تقدم في مجال الفضاء، وتعكس التحديات التقنية التي تواجهها الوكالات الفضائية. على الرغم من العقبات، فإن جهود ناسا وبوينغ تظل مستمرة في تحسين وتطوير تقنيات الفضاء لضمان نجاح المهام المستقبلية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top