مطالبات بتعزيز التحذيرات الصحية على تطبيقات التواصل الاجتماعي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 14 سبتمبر 2024 12:23 م

تطبيقات التواصل الاجتماعي

تطبيقات التواصل الاجتماعي

في ظل تصاعد المخاوف حول التأثيرات النفسية لتطبيقات التواصل الاجتماعي على الشباب، تتزايد الدعوات في الولايات المتحدة نحو وضع تحذيرات صحية على هذه المنصات، مشابهة لتلك التي توضع على منتجات التبغ. 

هذه الخطوة بدأت تأخذ زخمًا كبيرًا منذ اقتراح الجراح العام الأمريكي "فيفيك مورثي" في يونيو الماضي، وهي تشهد الآن دعمًا متزايدًا من المدعين العامين في مختلف الولايات الأمريكية.

تأييد واسع من المدعين العامين

في تطور جديد، أصدرت غالبية المدعين العامين في الولايات الأمريكية رسالة مفتوحة لدعم التوصية بوضع التحذيرات الصحية على تطبيقات التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الرسالة لتسليط الضوء على التأثيرات السلبية المتزايدة لاستخدام وسائل التواصل على الصحة النفسية للشباب، خاصة فيما يتعلق بالقلق، الاكتئاب، والإدمان على استخدام الهواتف الذكية. هذا التحرك يعكس إجماعًا واسعًا بين المسؤولين على أن هذه الخطوة قد تكون بداية مهمة لحماية الصحة النفسية، حتى وإن كانت وحدها لا تكفي للتصدي للمخاطر المتزايدة.

تحذيرات صحية مشابهة لمنتجات التبغ

تستند هذه المبادرة إلى فكرة أن تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، قد تكون لها تأثيرات سلبية مشابهة لتلك التي يسببها استهلاك منتجات ضارة كالتبغ. فالتحذيرات الصحية المقترحة تهدف إلى توعية المستخدمين، خاصة الشباب، بالمخاطر المحتملة مثل الإدمان الرقمي وتدهور الصحة النفسية. يرى الداعمون أن هذه التحذيرات ستسهم في زيادة الوعي العام حول المخاطر المرتبطة بالتعرض المستمر للمحتوى عبر الإنترنت.

بداية التحرك نحو تشديد الرقابة

إلى جانب دعم التحذيرات الصحية، أشار المدعون العامون في رسالتهم إلى أهمية التشريعات التي تم تبنيها مؤخرًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي تهدف إلى حماية خصوصية وسلامة الأطفال على الإنترنت. من بين هذه التشريعات، قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت وقانون خصوصية المراهقين عبر الإنترنت، اللذان تم إقرارهما كخطوات حاسمة للتصدي لتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب.

دعوات متزايدة لوضع تحذيرات صحية على تطبيقات التواصل الاجتماعي

تهدف هذه القوانين إلى تنظيم المحتوى الرقمي الموجه للمراهقين وضمان وجود تدابير لحمايتهم من المخاطر، بما في ذلك التعرض للإعلانات المضللة أو المحتوى الضار. يعتبر دعم هذه القوانين من قبل المدعين العامين خطوة أساسية نحو زيادة الرقابة على المنصات الرقمية.

تحديات في الحصول على الدعم التشريعي

ورغم هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تطبيق هذه المبادرات على أرض الواقع. فقد واجهت الجهود السابقة لحماية الشباب من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي صعوبات في الحصول على دعم مجلس الشيوخ. ففي محاولات سابقة، تم رفض بعض التشريعات المقترحة بسبب معارضة بعض الجهات التي ترى في ذلك تقييدًا للحرية الشخصية ولحرية التعبير عبر الإنترنت.

إلا أن النجاح الأخير في إقرار بعض القوانين ذات الصلة يمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق توازن بين حماية الصحة النفسية للشباب وضمان حقوق المستخدمين في الوصول إلى المعلومات.

ضرورة البحث والاستثمار في الرقابة الرقمية

مع تزايد الضغط العام والدعم السياسي، من المتوقع أن يشهد مجال الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي زيادة في الاستثمار والبحث في المستقبل القريب. فمن الضروري العمل على تطوير أدوات جديدة لتعزيز الوعي بالمخاطر المرتبطة باستخدام هذه التطبيقات، وكذلك إيجاد طرق لتقليل التأثيرات النفسية السلبية على الشباب.

تأتي هذه الجهود في وقت تشير فيه العديد من الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لتطبيقات التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية كبيرة، مثل انخفاض الثقة بالنفس، والشعور بالعزلة الاجتماعية، وزيادة معدلات الاكتئاب. وبالتالي، فإن أي تحرك نحو وضع تحذيرات صحية أو تحسين التشريعات سيكون له تأثير كبير على مستقبل الصحة النفسية للشباب.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top