ميتا تُوسع حظر وسائل الإعلام الروسية: استهداف شبكة RT قبل الانتخابات الأمريكية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 01:27 م

ميتا

ميتا

أعلنت شركة ميتا، المالكة لأبرز منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام وواتساب، عن قرار حظر شبكة RT الروسية وعدد من وسائل الإعلام الأخرى التابعة للحكومة الروسية على مستوى العالم. 

جاء هذا القرار قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، في خطوة تُعد جزءًا من مواجهة "التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية" للولايات المتحدة.

خلفية الحظر والبيان الرسمي لميتا

في بيانها الصادر يوم الإثنين، أوضحت ميتا أن هذا الحظر يأتي نتيجة لدراسة متأنية ومراجعة دقيقة للنشاطات الإعلامية الروسية. وصرحت الشركة: "قمنا بتوسيع نطاق تطبيقنا المستمر ضد وسائل الإعلام الحكومية الروسية، بما في ذلك Rossiya Segodnya وRT، والكيانات الأخرى ذات الصلة. هذه المنصات محظورة الآن على مستوى العالم بسبب نشاط التدخل الأجنبي".
يأتي قرار ميتا في إطار إجراءات أوسع نطاقًا بدأت بتطبيق عقوبات فرضتها وزارة الخارجية الأمريكية على شبكة RT، حيث تم اتهام الشبكة بأنها "ذراع لجهاز الاستخبارات الروسي"، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة تهديدًا للديمقراطية في البلاد.

الاتهامات الأمريكية ضد RT

وفقًا لما صرح به وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، فإن شبكة RT تعمل ضمن شبكة إعلامية روسية تهدف إلى "تقويض الديمقراطية" في الولايات المتحدة، وترويج محتوى دعائي يخدم أهداف الحكومة الروسية. وقد أصدرت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام ضد اثنين من موظفي RT بتهمة تحويل ما يقارب 9.7 مليون دولار لتمويل منصات إعلامية تروج لروايات سياسية يمينية باللغة الإنجليزية، تم إنتاجها وإخراجها من قبل موظفي RT بسرية.

رد فعل RT على الحظر

جاء رد شبكة RT سريعًا بعد إعلان ميتا، حيث صرحت الشبكة لصحيفة واشنطن بوست: "هذا الحظر يأتي بعد حظر ميتا لنا في أوروبا منذ عامين. لا تقلقوا، عندما يُغلقون الباب ثم يغلقون النافذة، سيجد أنصارنا، أو في لغتكم مقاتلو حرب العصابات، الشقوق التي يمكنهم الزحف من خلالها".
تعكس هذه التصريحات تحديًا واضحًا من قبل RT، التي سبق أن تمكنت من إيجاد وسائل لنشر محتواها بعد حظرها من منصات أخرى مثل يوتيوب في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. الشبكة تؤكد استمرارها في مقاومة هذه القيود عبر طرق بديلة، لكنها لم تقدم تفاصيل حول خططها المستقبلية.

تأثير الحظر على وسائل الإعلام الروسية

تمتد تأثيرات الحظر الذي فرضته ميتا ليشمل جميع الحسابات المرتبطة بشبكة RT، بما في ذلك RT عربي، على كافة منصات ميتا، مثل فيسبوك وإنستجرام وواتساب وتطبيق "ثريدز" الجديد. هذا الحظر يعني عمليًا قطع جميع وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت تستخدمها RT للوصول إلى الجمهور العالمي، ما يُعد ضربة كبيرة للشبكة الإعلامية الروسية.

تكرار حوادث الحظر ضد روسيا

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حظر وسائل إعلام روسية من منصات التواصل الاجتماعي. بعد بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت العديد من الشركات العالمية قيودًا على المحتوى الروسي، شملت حظر قناة RT ومؤسسات إعلامية أخرى. لكن RT نجحت في السابق في تجاوز بعض هذه القيود واستمرت في نشر محتواها من خلال مواقع بديلة ومنصات غير محظورة.

رد الكرملين والموقف الروسي

بعد الحظر الجديد، جاء رد الكرملين على لسان المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، الذي أكد أن هذا الحظر يزيد من تعقيد العلاقات بين روسيا وشركة ميتا. قال بيسكوف: "نحن لدينا موقف سلبي للغاية تجاه هذا الأمر، وهذا يعقد احتمالات تطبيع العلاقات مع ميتا".
الجدير بالذكر أن منصات ميتا كانت قد حُجبت بالفعل داخل روسيا منذ عام 2022، وذلك بعد توتر العلاقات بين الشركة والحكومة الروسية في أعقاب الحرب الأوكرانية.

ميتا وسياستها تجاه المحتوى السياسي

يأتي قرار ميتا بحظر وسائل الإعلام الروسية ضمن سياسة أوسع تتبناها الشركة لتقليل المحتوى السياسي على منصاتها، في محاولة لتجنب المشاكل المتعلقة بالتدخلات الأجنبية والصراعات الدولية. وقد فرضت الشركة قيودًا على نشر المحتوى السياسي، بما في ذلك فرض رقابة على بعض المحتويات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو ما أثار انتقادات من قِبل بعض المستخدمين الذين رأوا في ذلك تقييدًا لحرية التعبير.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top