جوجل تستعد لوضع علامات على الصور المعدلة بالذكاء الاصطناعي في نتائج البحث

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 20 سبتمبر 2024 10:00 ص

جوجل

جوجل

في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة انتشار الصور المزيفة، أعلنت جوجل عن خططها لإدراج علامات توضح الصور المعدلة أو المصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن نتائج البحث في الأشهر القادمة. 

تأتي هذه الخطوة استجابةً للتطور السريع في تقنية الذكاء الاصطناعي، الذي أدى إلى إنتاج صور يصعب تمييزها عن الصور الحقيقية، وهو ما يُثير تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة في المستقبل.

الهدف من العلامات الجديدة

مع الانتشار الكبير للصور المصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في نتائج بحث جوجل، أصبحت القدرة على التفريق بين الصور الحقيقية والمصممة تحديًا كبيرًا. ولحل هذه المشكلة، ستظهر العلامات الخاصة بالصور المعدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي عند الضغط على زر "حول هذه الصورة" في نتائج بحث جوجل. وستتوفر هذه الميزة أيضًا في خدمة Circle to search على أجهزة الأندرويد، بالإضافة إلى خدمة Google Lens للبحث باستخدام الصور.

وفيما يتعلق بخدمات الإعلانات ومنصة يوتيوب، لم تقدم جوجل بعد تفاصيل دقيقة حول كيفية تطبيق هذه العلامات، ولكنها أشارت إلى أن المزيد من المعلومات ستُعلن في وقت لاحق.

بروتوكول C2PA ودوره في تعزيز الشفافية

جوجل تعتمد في هذه الخطوة على معيار C2PA، وهو بروتوكول يتم تطويره من قبل "تحالف إثبات المحتوى والأصالة" الذي يضم عدة شركات تقنية رائدة مثل إنتل، مايكروسوفت، أدوبي، وسوني، بالإضافة إلى شركة أوبن إيه آي المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. وكانت جوجل قد انضمت إلى هذا التحالف في وقت سابق من هذا العام.

يقوم معيار C2PA بتوفير بيانات وصفية مفصلة حول الصور، مثل نوع الكاميرا التي التقطت الصورة، وتاريخ ومكان الالتقاط، وما إذا تم تعديل الصورة باستخدام برامج تحرير مثل فوتوشوب أو لايت روم، وكذلك ما إذا كانت الصورة معدلة أو مصممة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه البيانات توفر قدرًا أكبر من الشفافية حول مصدر وطبيعة الصورة.

التحديات التي تواجه تطبيق النظام الجديد

رغم الأهداف الطموحة لهذه المبادرة، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه تطبيقها. من أهم هذه التحديات هو إمكانية التلاعب بالبيانات الوصفية أو حتى إزالتها بسهولة. على سبيل المثال، يمكن ببساطة أخذ لقطة شاشة للصورة الأصلية لإزالة البيانات الوصفية تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، العديد من المستخدمين العاديين لا يعرفون بوجود هذه البيانات، ولا يدركون كيفية الوصول إليها أو الاستفادة منها.

كما أن هناك تحديًا كبيرًا يتمثل في نشر هذا النظام عبر مختلف التطبيقات والمواقع. يتطلب تطبيق معيار C2PA دعمًا من الشركات المصنعة للكاميرات، وبرامج تعديل الصور، ومنصات التواصل الاجتماعي. ورغم أن هناك شركات كبرى ضمن التحالف، إلا أن التطبيق العملي لهذه التقنية ما زال محدودًا. على سبيل المثال، عدد قليل جدًا من كاميرات سوني تدعم هذا المعيار، مما يجعل انتشار النظام أقل فعالية في الوقت الحالي.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد الصور المزيفة

مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يزداد انتشار الصور المزيفة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الضروري وضع أنظمة فعالة للكشف عن هذه الصور. كانت شركة ميتا (فيسبوك سابقًا) قد قامت بخطوة مشابهة عندما حاولت وضع علامات على الصور التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن التجربة واجهت صعوبات حيث تم وضع هذه العلامات على صور حقيقية بالخطأ، بينما تُركت الصور المزيفة دون إشارة.

إذا كانت جوجل تسعى لتفادي مثل هذه الأخطاء، فإنها بحاجة إلى تطبيق معيار أكثر دقة وشفافية. يجب أن تكون العلامات واضحة وسهلة الوصول، بحيث يتمكن المستخدم العادي من معرفة ما إذا كانت الصورة معدلة بالذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى البحث العميق في البيانات الوصفية.

هل ستساهم هذه الخطوة في مواجهة التضليل؟

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى المرئي، تصبح الحاجة ماسة لتقنيات تساعد المستخدمين على التفريق بين الصور الحقيقية والمزيفة. تقدم جوجل بهذه الخطوة وسيلة قد تسهم في تقليل عمليات الاحتيال والتضليل التي تعتمد على الصور المزيفة. ولكن السؤال الأهم هو: هل ستكون هذه العلامات كافية لجعل المستخدمين يعتمدون عليها في تحديد صحة الصور؟ أم أننا سنظل نعتمد بشكل كبير على حدسنا للتفريق بين الحقيقة والزيف؟

الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال، ولكن من المؤكد أن جوجل تخطو خطوة مهمة في اتجاه مواجهة التحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة على مصداقية المحتوى المرئي في الإنترنت.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top