بايت دانس تتوجه لتصنيع شرائح خاصة بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026

تعمل شركة "بايت دانس" الصينية، المالكة لتطبيق "تيك توك" الشهير، على خطة استراتيجية جديدة تهدف إلى تصنيع شرائح خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك بحلول عام 2026. 

هذا ما كشفه تقرير حصري نشرته صحيفة The Information، حيث أشار التقرير إلى أن "بايت دانس" ستعمل على إنتاج شرائح رسومية متقدمة تعرف بـ(GPUs) لتلبية احتياجاتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

نوعان من الشرائح

التقرير لم يقتصر على ذلك فقط، بل أكد أن "بايت دانس" ستصنع شريحتين منفصلتين. الأولى ستكون مخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وهي جزء مهم في تطوير قدرات الشركة على تحسين خوارزمياتها الذكية، بينما ستكون الشريحة الثانية موجهة للعمل على تشغيل تلك النماذج في الوقت الفعلي، مما سيتيح لها تطوير تطبيقات وخدمات أكثر تطورًا وذكاءً.

تقليل الاعتماد على "إنفيديا"

يأتي هذا التحرك في ظل السعي المستمر من الشركات الصينية لتقليل اعتمادها على الشركات الأمريكية، لا سيما شركة "إنفيديا" التي تعد المزود الأساسي للشرائح المتقدمة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وكانت "رويترز" قد نشرت تقريرًا في يونيو الماضي تحدث عن نية "بايت دانس" التعاون مع شركة "برودكوم" لتصميم شرائح بدقة تصنيع 5 نانومتر، مع نية تصنعيها لدى شركة "TSMC" التايوانية. هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات "بايت دانس" لتجنب الاعتماد الكامل على الموردين الأجانب، خاصة في ظل القيود الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير الشرائح المتقدمة إلى الصين.

القيود الأمريكية وتأثيرها

فرضت الولايات المتحدة قيودًا قاسية على تصدير الشرائح المتقدمة مثل "H100" و"A100" إلى الصين منذ عام 2022، وذلك في محاولة للحد من تقدم الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. حتى الشرائح التي تم تصميمها خصيصًا للسوق الصيني مثل "H800" و"A800" تعرضت للقيود لاحقًا. وقد دفع هذا الواقع الشركات الصينية، ومنها "بايت دانس"، للبحث عن بدائل محلية وتطوير تقنيات جديدة تخفف من وطأة تلك القيود.

تخزين شرائح H100 ومحاولة المنافسة

في ظل تلك القيود، أقدمت "إنفيديا" على تخزين كميات ضخمة من شرائح "H100"، بلغت قيمتها 2 مليار دولار، حيث تهدف الشركة إلى ضمان استمرارية توفير الشرائح للسوق الصيني رغم القيود. وعلى الرغم من أن أداء هذه الشرائح قد لا يضاهي أحدث إصدارات "إنفيديا"، إلا أن التصنيع المحلي سيخفف بشكل كبير من التكاليف المترتبة على استيراد الشرائح المتقدمة من الخارج.

أهمية الذكاء الاصطناعي في تيك توك

تعتمد "بايت دانس" بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين خوارزميات تطبيق "تيك توك"، الذي يعد أحد أشهر التطبيقات حول العالم. كما تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات أخرى مثل منصة إنشاء الفيديو "Jimeng AI" وبوت الدردشة "Doubao". لذلك، فإن تطوير شرائح رسومية محلية يمثل خطوة هامة نحو تعزيز قدراتها التكنولوجية واستقلالها عن الموردين الأجانب.

دور هواوي في تعزيز القدرات المحلية

في هذا السياق، أعلنت شركة "هواوي" الصينية عن تطوير شريحة جديدة تسمى "Ascend 910C"، والتي يتوقع أن تضاهي في أدائها شريحة "H100" من "إنفيديا". من المتوقع أن تصل هذه الشريحة إلى الأسواق في نهاية العام الحالي، وقد برزت "بايت دانس" كواحدة من أبرز الشركات التي تسعى للحصول على تلك الشريحة بكميات كبيرة لتلبية احتياجاتها التكنولوجية.

صراع تقني بين الصين والولايات المتحدة

تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة في مجال تطوير التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الصين بكل جهدها إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال الحيوي. وعلى الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها واشنطن، إلا أن الشركات الصينية، مثل "بايت دانس" و"هواوي"، تعمل بجد لتطوير حلول بديلة تتيح لها مواصلة التقدم وتحقيق تطلعاتها في السوق العالمية.

في الختام، يشكل هذا التوجه خطوة هامة نحو تعزيز قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، مع توقعات بأن تكون "بايت دانس" واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال خلال السنوات القليلة القادمة.