بيونتيك تُعزّز تطوير اللقاحات والعلاجات باستخدام الذكاء الاصطناعي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 06 أكتوبر 2024 09:42 ص

شركة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك

شركة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك

في إطار سعيها المستمر لتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا الحيوية، أعلنت شركة "بيونتيك" الألمانية، المختصة في الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، عن تحقيق تقدم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تسريع وتيرة تطوير العلاجات واللقاحات. 

جاء هذا الإعلان بالتعاون مع شركتها الفرعية "إنستاديب" خلال فعالية خاصة كشفت فيها عن استراتيجيتها الطموحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال الحساس.

توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير العلاجات

تهدف "بيونتيك" من خلال هذه المبادرة إلى تسريع عملية تطوير اللقاحات والعلاجات المناعية، بما في ذلك علاجات السرطان الموجهة، عبر استخدام نماذج متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وحواسيب فائقة السرعة. 

هذه الخطوة تعكس رؤيتها الاستراتيجية في الجمع بين التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق إنجازات علمية تعود بالفائدة على البشرية.

أحد أهم العناصر في هذه الاستراتيجية هو منصة "ديب تشين" (Deep Chain™)، التي تعتمد عليها "بيونتيك" في تطوير العلاجات الشخصية واللقاحات الموجهة. 

هذه المنصة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تم استخدامها بنجاح في عدة مشاريع، بما في ذلك مشروع لإنتاج الأجسام المضادة. وعلاوة على ذلك، قامت الشركة بفتح المنصة لعقد شراكات مع جهات خارجية، مما يعزز التعاون الدولي في هذا المجال.

لتحقيق الاستفادة القصوى من القدرات التحليلية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، كشفت "بيونتيك" عن حاسوبها العملاق الجديد "Kyber"، الذي يُعد مصممًا خصيصًا لمعالجة كميات هائلة من البيانات الضخمة.

 يُتوقع أن يساهم هذا الحاسوب بشكل كبير في تحليل البيانات الطبية المعقدة، ما يسرّع عملية اكتشاف العلاجات وتطويرها بشكل ملحوظ.

في إطار جهودها لتعزيز الكفاءة في البحوث البيولوجية، طورت "بيونتيك" و"إنستاديب" مساعدًا ذكيًا جديدًا يُدعى "لَيلَى" (LEILA)، وهو يعتمد على نموذج "لاما 3.1" المفتوح المصدر الذي تطوره شركة "ميتا". 

يُستخدم هذا المساعد في أتمتة المهام الروتينية في مختبرات البيولوجيا التجريبية، مثل تحليل تسلسل الحمض النووي وعرض النتائج التجريبية.

المساعد الذكي "لَيلَى" لا يقتصر دوره على تحليل البيانات فحسب، بل يتمتع بقدرة على التواصل المباشر مع معدات المختبر لمراقبة التجارب الجارية، والإبلاغ عن أي أعطال تحدث في المعدات. 

يُعتبر هذا المساعد أداة فعالة لتعزيز الإنتاجية وتوفير الوقت في المختبرات، دون محاولة الاستعاضة التامة عن التدخل البشري، كما أوضح كريم بيغوير، الرئيس التنفيذي لشركة "إنستاديب"، الذي وصف "لَيلَى" بأنه "مسرّع للإنتاجية".

علاوة على ذلك، تعمل "بيونتيك" و"إنستاديب" على تطوير نماذج متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد تسلسلات البروتين، وهي خطوة محورية في تطوير العلاجات المناعية الجديدة.

 تساهم هذه النماذج في تحسين كيمياء الأنسجة المناعية، وتطوير تسلسلات الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي، وتصميم البروتينات الفعالة التي يمكن اختبارها في المختبر.

يمثل هذا التحول في استراتيجية "بيونتيك" نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مجال تطوير العلاجات واللقاحات. 

من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة والقدرات الحاسوبية الهائلة، تأمل الشركة في تسريع وتيرة البحث والتطوير، بما يفتح آفاقًا جديدة لعلاجات مبتكرة للأمراض المزمنة والمعقدة، وخاصة السرطان.

في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، تتصدر "بيونتيك" المشهد بتقديم حلول جديدة تهدف إلى تحسين الصحة العامة والارتقاء بمستوى البحث العلمي، مما يعزز دور الذكاء الاصطناعي في الطب الحديث ويُمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا في مجال الرعاية الصحية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top