أبل تعتمد على شبكة ضخمة من المطورين لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي

تستعد شركة أبل لإطلاق نظامها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي المعروف بـ Apple Intelligence، والذي يعد خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز موقع الشركة في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التطور. 

تستفيد أبل من شبكة تضم 34 مليون مطور تطبيقات، مما يضعها في موقع قوي يتيح لها المنافسة مع قادة الصناعة في هذا المجال.

إطلاق Apple Intelligence

من المتوقع أن تُقدم أبل لمحة أولى عن قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد فترة وجيزة من إطلاق هاتف iPhone 16. 

يُعتبر هذا الإطلاق خطوة حيوية لإعادة إشعال الاهتمام بهواتف أبل، وخاصة مع المنافسة الشديدة التي تواجهها الشركة في سوق الهواتف الذكية.

على الرغم من أن عروض أبل في مجال الذكاء الاصطناعي قد لا تصل بعد إلى مستوى تطور المنافسين مثل ChatGPT من OpenAI أو Gemini من جوجل، فإن الشركة تهدف إلى توفير ميزات فعلية تساعد مستخدمي iPhone. 

تسعى أبل لتطوير Siri لتصبح قادرة على إجراء مهام عملية مثل إرسال الرسائل البريدية، تنظيم التقويمات، وحتى تحرير الصور، مما يميزها عن برامج الدردشة الأخرى التي تعتمد على المحادثة فقط.

يعتبر هدف أبل الرئيسي هو تمكين Siri من بدء التفاعلات عبر تطبيقات الطرف الثالث، مما سيوسع من قدرتها ويعزز من فائدتها للمستخدمين. 

وكشفت Kelsey Peterson، مديرة التعلم الآلي في أبل، في فيديو ترويجي أن Siri ستتمكن من اتخاذ مئات الإجراءات الجديدة داخل التطبيقات، وهو تحول كبير في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم.

لتحقيق هذه الطموحات، يتعين على المطورين تبني معيار برمجة جديد يُعرف باسم App Intents. يتيح هذا المعيار للمطورين دمج أكواد صغيرة في تطبيقاتهم، مما يمكن Siri من التفاعل معها بشكل فعال. 

يتطلب هذا التعاون بين أبل والمطورين، حيث تأمل الشركة في استخدام علاقاتها معهم، بالإضافة إلى تقديم عروض مغرية في متجر التطبيقات، لجذب الدعم لمبادرتها الجديدة.

على سبيل المثال، يمكن أن يسمح تطبيق يتتبع تناول الكافيين للمستخدمين بعرض سجلهم اليومي دون الحاجة لفتح التطبيق، يقول جوردان مورجان، مطور iOS، إن "المرونة في دمج Siri مع وظائف متنوعة يمكن أن تُحدث ثورة في كيفية تفاعل المستخدمين مع تطبيقاتهم." لكن نجاح هذا التكامل يعتمد بشكل كبير على مدى التزام المطورين بتبني App Intents.

تواجه أبل تحديًا كبيرًا، حيث أن iPhone 16 وiPhone 15 Pro هما الجهازان الوحيدان المدعومان حاليًا من قبل Apple Intelligence، إذا لم يتبنَ المطورون هذه المبادرة بشكل كامل، قد تفشل تجربة Siri المحسنة، مما قد يؤدي إلى فقدان المستخدمين لصالح مساعدي الصوت المنافسين.

تسعى أبل لخلق نظام قادر على فهم طلبات المستخدمين بدقة متزايدة، حتى عند صياغتها بطرق مختلفة، ستركز الشركة في البداية على تطبيقات مثل الصور والبريد الإلكتروني، ثم ستتوسع إلى فئات أخرى مثل تدوين اليوميات وإدارة الملفات وتصفح الويب.

الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في مسعى أبل لبناء الزخم اللازم وتشجيع المطورين على الانخراط في هذه المنصة الجديدة، مع طرح Apple Intelligence، يترقب عالم التكنولوجيا مدى قدرة أبل على الاستفادة من مجتمع المطورين لاستعادة مكانتها في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي.