ميتا تُحظر صفحة عرب هاردوير على فيسبوك بسبب دعمها للقضية الفلسطينية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 11 أكتوبر 2024 09:47 ص

عرب هاردوير

عرب هاردوير

تعرضت صفحة "عرب هاردوير" الشهيرة على منصة فيسبوك للحظر من قبل شركة “ميتا”، يأتي هذا القرار وسط تصاعد الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية من قبل منصات عربية وإعلامية متعددة، وهو ما أزعج ميتا التي قامت بإجراءات عقابية بحجة انتهاك سياساتها.

منع النشر والدعم الإعلامي لفلسطين

أعلنت "عرب هاردوير"، التي تعتبر من أبرز المنصات التقنية في العالم العربي، أن ميتا حظرت صفحتها على فيسبوك لمدة شهر كامل، ما يمنعها من نشر البثوث المباشرة واستخدام الإعلانات، وجاء ذلك عقب منشور نشرته المنصة يُدين سياسات ميتا التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. 

كما أشار المنشور إلى حذف الرمز التعبيري (Emoji) الشهير الذي تستخدمه المقاومة الفلسطينية في مقاطع الفيديو الخاصة بعملياتها ضد الاحتلال، وهو رمز "المثلث الأحمر المقلوب"، الذي أصبح غير مقبول من قبل ميتا.

ميتا بررت هذا الحظر بأن الصفحة تروج "لمحتوى خطير" يُدعم منظمات تعتبرها "خطيرة" على المجتمع، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية التي تواجه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لكن المنصة التقنية العربية أكدت أن دعمها للقضية الفلسطينية يأتي انطلاقاً من موقفها الإنساني والإعلامي بفضح جرائم الاحتلال، الذي لم يعد يقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل امتد ليشمل الإعلام والسيطرة على منصات التواصل.

المثلث المقلوب وشروط ميتا المتحيزة

الميزة التي أشعلت هذه الأزمة هي استخدام "المثلث الأحمر المقلوب"، الرمز الذي يشير إلى أهداف الاحتلال العسكري مثل المدرعات والآليات العسكرية التي تقصف المدنيين في غزة. 

وعلى الرغم من أن هذا الرمز لم يُستخدم للإشارة إلى أهداف مدنية، إلا أن ميتا اعتبرته محظورًا، في حين تُظهر فيديوهات جيش الاحتلال الإسرائيلي مثلثات زرقاء مقلوبة على أهدافهم، مما يكشف عن ازدواجية المعايير التي تتبناها ميتا.

وليست هذه المرة الأولى التي تُظهر فيها ميتا تواطؤها الصريح مع الاحتلال؛ ففي السابق، حظرت كلمة "شهيد" التي يستخدمها العرب والفلسطينيون لتكريم ضحايا الاحتلال، قبل أن تعود جزئيًا عن هذا الحظر بعد ضغوط شعبية وإعلامية. 

ومع ذلك، فرضت ميتا شروطًا إضافية على استخدام هذه الكلمة، مثل عدم إرفاقها بصور أسلحة أو التصريحات التي تُشير إلى استخدام السلاح.

تُعاني المنصات الداعمة للقضية الفلسطينية من قيود صارمة تفرضها ميتا عبر خوارزمياتها، التي تمنع وصول المنشورات المتعلقة بالحرب في غزة إلى متابعيها، فمجرد ذكر القضية الفلسطينية في أي منشور يؤدي إلى تقليص وصوله للمستخدمين. 

وقد عانت "عرب هاردوير" من هذه الخوارزميات بشكل متكرر، مما دفعها إلى تشفير بعض منشوراتها للحفاظ على تدفق المعلومات حول القضية الفلسطينية.

فضائح ميتا لا تتوقف عند تكميم الأفواه فقط، بل تتعداها إلى تواطؤ عسكري مع الاحتلال، فقد كشف تقرير إعلامي أن ميتا تُساهم في مشروع استخباراتي يُعرف باسم "مشروع لافندر"، يُمكّن جيش الاحتلال من الحصول على بيانات خاصة بالمستخدمين الفلسطينيين عبر تطبيق "واتساب". 

وتُستخدم هذه البيانات لتحديد أهداف الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال على غزة، ما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين على مدار سنوات.

وأكدت التقارير أن جيش الاحتلال يُنفذ غاراته الجوية بناءً على البيانات التي تزودها ميتا، وذلك خلال 20 ثانية فقط من تحديد الأهداف، وهو ما يُعتبر جريمة إنسانية مكتملة الأركان شاركت فيها ميتا.

على الرغم من هذه المحاولات المستمرة لتقييد المنصات الداعمة لفلسطين، أكدت "عرب هاردوير" في بيانها أنها لن تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية. 

كما تعهدت بأنها ستواصل فضح الكيان الصهيوني وكشف الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني، وأنها لن تتوقف عن تقديم الدعم الإعلامي للمقاومة الفلسطينية.

وختمت "عرب هاردوير" بيانها بدعوة المتابعين إلى الاستمرار في نشر الحقائق والمعلومات عن الاحتلال الإسرائيلي على كافة منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا الحظر يُعد اعترافًا ضمنيًا بنجاح الحملات الإعلامية في فضح الاحتلال.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top