مايكروسوفت وOpenAI تعززان جهود الإعلام من خلال الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركتا مايكروسوفت وOpenAI عن تعاون جديد يهدف إلى تعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية الأمريكية من خلال تقديم منح تصل إلى 10 ملايين دولار لدعم تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار. 

تسعى هذه المبادرة إلى تمكين الصحف والإذاعات من استخدام التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة العمل، وزيادة الاستدامة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة الإعلام.

منح لأربع مؤسسات إعلامية بارزة

ستستفيد من هذه المنحة خمس مؤسسات إعلامية أمريكية بارزة، تشمل إذاعة شيكاغو العامة، وصحيفة مينيسوتا ستار تريبيون، ونيوزداي، وفيلادلفيا إنكوايرر، وسياتل تايمز. 

سيقوم كل من هذه المؤسسات بتعيين خبير متخصص في الذكاء الاصطناعي لمدة عامين، حيث سيتولى هذا الخبير مهمة تطوير مشاريع جديدة تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الصحفية، مما سيمكنها من تحسين الإنتاجية وجودة المحتوى.

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة لعلاقة الصحافة بالتكنولوجيا الحديثة. حيث يسود توتر متزايد بين المؤسسات الإعلامية والجهات التي تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث رفعت عدة مؤسسات إعلامية دعاوى قضائية ضد مايكروسوفت وOpenAI، متهمة إياهما باستخدام محتواها دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، تشير هذه التوترات إلى المخاوف المتزايدة بشأن حقوق الملكية الفكرية وحماية المحتوى الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي.

قالت مايكروسوفت وOpenAI إن الهدف من هذا التعاون هو تعزيز الابتكار في غرف الأخبار، خاصة في ظل التغيرات السريعة في كيفية استهلاك الجمهور للمعلومات، حيث تأمل الشركتان أن تساعد هذه المنح المؤسسات الإعلامية على استكشاف سبل جديدة لتقديم الأخبار وتحسين تجارب المستخدمين.

في سياق متصل، أعلنت OpenAI عن تعيين آرون تشاترجي، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة ديوك والمستشار السابق للرئيسين أوباما وبايدن، في منصب كبير الاقتصاديين. 

يُتوقع أن يسهم تشاترجي بخبراته الواسعة في تعزيز استراتيجيات النمو والابتكار داخل الشركة، مما يعكس التزام OpenAI بالاستثمار في الكفاءات البشرية القادرة على توجيه دفة التكنولوجيا بشكل فعّال.

من الواضح أن الشراكة بين مايكروسوفت وOpenAI تمثل خطوة جريئة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام، تأتي هذه المبادرة في وقت يحتاج فيه القطاع إلى حلول مبتكرة للتكيف مع التحديات الحالية، وتقديم محتوى يجذب الجمهور ويضمن استدامة الأعمال. 

وبينما يسود القلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية، فإن هذه الخطوة قد تؤسس لحقبة جديدة من التعاون بين التقنية والصحافة، حيث يمكن أن يكون هناك توازن بين الابتكار والحفاظ على الحقوق الإعلامية.