التهديد المتزايد للنفايات الإلكترونية.. AI يمكن أن يولد 10 مليارات آيفون من النفايات بحلول 2030

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأربعاء، 30 أكتوبر 2024 02:21 م

التهديد المتزايد للنفايات الإلكترونية

التهديد المتزايد للنفايات الإلكترونية

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Computational Science، يُظهر الباحثون كيف أن الانتشار السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يؤدي إلى قفزة هائلة في كمية النفايات الإلكترونية على مستوى العالم. 

يُتوقع أن تصل كمية هذه النفايات إلى ما يتراوح بين 1.2 إلى 5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يعادل حوالي 10 مليارات هاتف آيفون.

تأثير الذكاء الاصطناعي على النفايات الإلكترونية

تستند نتائج هذه الدراسة إلى تحليل تطور الطلب على الحوسبة الكبيرة اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

وفقًا للدراسة، يمكن أن يتزايد حجم النفايات الإلكترونية من 2.6 ألف طن في عام 2023 إلى ما بين 0.4 إلى 2.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030. 

هذا النمو المفاجئ يُعزى بشكل كبير إلى متطلبات الحوسبة الضخمة التي تحتاجها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من عدد السيرفرات والأجهزة الأخرى المستخدمة، والتي ستصبح في نهاية المطاف نفايات.

أقر الباحثون بأن استخدام عام 2023 كنقطة انطلاق قد يُعتبر مضللًا، حيث أن البنية التحتية الحالية للحوسبة الضخمة التي تم نشرها في العامين الماضيين لم تُحتسب بشكل كافٍ في تقديرات النفايات.

 هذا الأمر قد يُقلل من التقدير الأولي للنفايات. ومع ذلك، فإنه يبرز الفارق الكبير بين النفايات الإلكترونية قبل وبعد الطفرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومع اقتراب تلك البنية التحتية من نهاية عمرها الافتراضي، من المتوقع أن نشهد زيادة حادة في النفايات الإلكترونية.

في ظل هذا التهديد المتزايد، تم اقتراح عدد من الاستراتيجيات للحد من النفايات الإلكترونية. من أبرز هذه الاستراتيجيات إعادة تدوير السيرفرات التي تصل إلى نهاية عمرها بدلاً من التخلص منها بالكامل. 

هذا يتضمن أيضًا إعادة استخدام بعض المكونات مثل وحدات الاتصال والطاقة، مما قد يُسهم في تقليل حجم النفايات الناتجة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين البرمجيات وكفاءة الأجهزة لإطالة العمر الفعّال للشرائح ووحدات معالجة الرسوميات.

تشير تقديرات الباحثين إلى أن هذه الإجراءات قد تقلل من النفايات الإلكترونية بمقدار يتراوح بين 16% إلى 86%. تعتبر هذه النسبة كبيرة، وتُعكس حجم التحدي الذي يواجه صناعة التكنولوجيا في ظل تزايد الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يتطلب الوضع الحالي حلولًا جديدة وفعّالة للتعامل مع التحديات الناتجة عن النفايات الإلكترونية، من الضروري أن يعمل القطاع التكنولوجي مع الحكومات والهيئات المعنية لتطوير استراتيجيات مُبتكرة تهدف إلى تقليل النفايات وحماية البيئة. 

ويجب أن يُنظر إلى إعادة تدوير الإلكترونيات واستخدام المواد بشكل فعّال كجزء من الحل، حيث أن الاستدامة أصبحت أمرًا حيويًا في عصر التقنية الحديثة.

مع التوسع السريع للذكاء الاصطناعي، ينبغي على الشركات والمطورين العمل بجد لتحقيق التوازن بين الابتكار وتخفيف الأثر البيئي. 

هناك حاجة ملحة للوعي والمبادرات التي تهدف إلى إدارة النفايات الإلكترونية بشكل أفضل في المستقبل، لضمان الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
 

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top