ميتا تطلق مشروع محرك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحدي عمالقة البحث

تسعى شركة ميتا، المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستجرام، لتطوير محرك بحث جديد يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، بهدف تقليل اعتمادها على محركات البحث الشهيرة مثل جوجل وبنج.

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز استقلاليتها وتوسيع نفوذها في مجال البحث الرقمي، تعمل شركة ميتا على تطوير محرك بحث خاص بها يستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

وفقًا لتقارير حديثة، تسعى ميتا إلى استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة لتقديم تجربة بحث مبتكرة تتجاوز الاعتماد على المنصات التقليدية مثل جوجل، التي تمتلكها شركة Alphabet، وبنج، التابعة لمايكروسوفت.

تطوير محرك البحث

تشير المعلومات المتاحة إلى أن ميتا تخطط لدمج محرك البحث الجديد مع روبوت الدردشة الذكي الخاص بها، "Meta AI"، المتاح عبر منصات واتساب وإنستجرام وفيسبوك. 

من المتوقع أن يوفر هذا المحرك إجابات دقيقة حول مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك الأحداث الجارية، الأخبار، أسعار الأسهم، ونتائج المباريات الرياضية.

تهدف ميتا إلى تقليل اعتمادها على محركات البحث المنافسة، وهو ما يعكس استراتيجيتها الجديدة للابتكار والتفرد في السوق. وبحسب مصادر مطلعة، قامت ميتا بتشكيل فريق متخصص يعمل بشكل مكثف على تطوير هذا المحرك البحثي. 

تأتي هذه الخطوة في إطار خطة احتياطية تتيح للشركة إمكانية العمل بشكل مستقل في حال قررت جوجل أو مايكروسوفت إنهاء شراكتها مع ميتا.

في سياق متصل، كانت ميتا قد أجرت تحديثًا مهمًا في أبريل الماضي، حيث استبدلت نموذج اللغة الكبير السابق في روبوت الدردشة الخاص بها (Meta AI) بنموذج محسّن جديد يحمل اسم "Meta Llama 3". 

وقد تم اعتبار هذا التحديث بمثابة تحدٍ مباشر لنموذج ChatGPT المهيمن من OpenAI، مما يعكس الطموحات الكبيرة لشركة ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي.

لا تعتبر ميتا الوحيدة التي تدخل ساحة المنافسة في مجال محركات البحث؛ حيث تبرز جوجل بتقنية "Gemini AI" التي تهدف إلى تحسين تجربة البحث بشكل كبير. 

في المقابل، تعتمد OpenAI على شراكتها مع محرك البحث Bing لتقديم إجابات دقيقة لاستفسارات المستخدمين، مما يزيد من حدة المنافسة في هذا المجال.

حتى الآن، لم يكشف التقرير عن أي جدول زمني محدد لإطلاق محرك البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي، إلا أنه تم الإشارة إلى أن الفريق المخصص لهذا المشروع يعمل عليه منذ ثمانية أشهر.

تسعى ميتا من خلال هذا المشروع إلى إعادة تشكيل طريقة استخدام محركات البحث، مع التركيز على تزويد المستخدمين بتجربة بحث أكثر ذكاءً وشمولية. 

في ظل المنافسة المتزايدة، قد تسهم هذه المبادرة في تعزيز مكانة ميتا كأحد اللاعبين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا الرقمية.