Apple تطالب TikTok بمراجعة سياساته لحماية الفئات الشابة

في خضم أزمة متصاعدة تواجهها منصة TikTok بسبب اتهامات متعددة تتعلق بالتأثير السلبي لمحتواها على الفئات العمرية الشابة، طلبت شركة Apple مجددًا من المنصة مراجعة سياسات المحتوى لضمان توافقها مع معايير متجرها الإلكتروني App Store. 

يأتي ذلك في إطار مساعٍ متزايدة لحماية المستخدمين الصغار من التعرض لمحتوى قد يُلحق ضررًا بصحتهم النفسية والعقلية، وتحديدًا، طالبت Apple TikTok بتعديل التوصية العمرية للتطبيق من 12 عامًا إلى 17 عامًا فما فوق، بناءً على تقارير كشفت عن وجود محتوى غير ملائم للفئات العمرية الصغيرة.

ضغوط مستمرة وتداعيات قانونية

تشير وثائق من صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن Apple ضغطت سرًا على TikTok لرفع تصنيف العمر للتطبيق، في خطوة كان من المفترض أن تبقى طي الكتمان إلا أنها تسربت للإعلام. 

تزامن هذا التحرك مع دعاوى قضائية تقدمت بها 14 ولاية أمريكية، متهمةً TikTok بتعريض المستخدمين الصغار لمحتوى يشمل مقاطع تروّج لاضطرابات الطعام وتعزز سلوكيات ضارة بالنفس، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات نفسية خطيرة على المدى الطويل. 

وقد أبرزت هذه الوثائق المسربة أن موظفي TikTok أنفسهم أقروا بوجود قصور في السيطرة على المحتوى غير الملائم، رغم الجهود التي تبذلها المنصة.

تدخل Apple لم يكن الأول من نوعه، ففي عام 2022 أطلقت Apple مراجعة شاملة لسياسات TikTok العمرية بعد تقارير تفيد بوجود محتوى غير ملائم للأطفال والمراهقين يتعارض مع إرشادات متجر التطبيقات. 

لم يكن تحرك Apple في ذلك الحين إلا خطوة ضمن سياستها لضمان أمان المحتوى المعروض عبر تطبيقاتها، إلا أن القضية الحالية تشير إلى عمق المشكلة وتأثيرها المستمر على الفئات الأصغر سنًا، حيث يجدون أنفسهم محاطين بمحتوى قد يشكل خطرًا على صحتهم النفسية.

بحسب الوثائق، يبدو أن TikTok قد حاولت بشكل مستمر التخفيف من حدة الضغوط عبر تقديم تبرعات لمنظمات ومؤسسات سياسية، كما قامت برعاية فعاليات خاصة لصالح شخصيات سياسية بارزة، مثل النائب الديمقراطي جيمس كليبورن. 

وبحسب التقارير، يسعى هذا الدعم السياسي إلى تهدئة الانتقادات الموجهة للمنصة ومنع احتمالية حظرها في الولايات المتحدة، وهو ما يسلط الضوء على استراتيجيات الشركة للتأثير على القرار السياسي.

تأثيرات TikTok على الصحة النفسية والعقلية للفئات الشابة

أشارت الوثائق المسربة إلى نتائج تثير القلق حول تأثير استخدام TikTok بشكل مفرط أو غير ملائم على الصحة العقلية والنفسية. حيث تُظهر الدراسات ضعفًا واضحًا في قدرات التحليل والذاكرة عند المستخدمين، فضلًا عن تراجع في مستوى التعاطف والمهارات الاجتماعية، الأمر الذي يعزز من التوجهات المطالبة بتقييد المحتوى على المنصة. 

ورغم أن TikTok قامت بإطلاق ميزة لتقييد وقت الاستخدام، إلا أن التقارير تؤكد أنها ليست فعالة كليًا في الحد من الاستخدام لدى الفئات العمرية الصغيرة.