سامسونج تسجل تحسناً ملحوظاً في إيرادات الربع الثالث من 2024

أعلنت شركة سامسونج للإلكترونيات عن نتائجها المالية للربع الثالث من العام الجاري، التي غطت الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2024، وجاءت النتائج مشجعة على نحو ملحوظ، إذ سجلت الشركة تحسناً في المبيعات والأرباح التشغيلية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث استمرت سامسونج في تجاوز التحديات الاقتصادية التي فرضتها تقلبات السوق العالمية.

الارتفاع القوي في أداء قطاع DS

أسهم قطاع DS، الذي يشمل وحدات أعمال الذاكرة ونظام LSI والمسابك، بشكل رئيسي في تحقيق هذه النتائج الإيجابية، وحققت مبيعات القطاع نمواً بنسبة كبيرة وصلت إلى 78%، كما شهد القطاع قفزة لافتة بنسبة 200% في الأرباح التشغيلية، التي بلغت حوالي 3.86 تريليون وون كوري (أي ما يعادل نحو 2.89 مليار دولار أمريكي). 

ويعود هذا النمو جزئياً إلى ارتفاع الطلب على رقائق الذاكرة المستخدمة في الخوادم والبنى التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث تتوسع الشركات في استثماراتها في هذا المجال لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.

من جانب آخر، سجل قطاع MX، الذي يتولى إنتاج وتسويق هواتف Galaxy الذكية والأجهزة اللوحية وملحقاتها، نمواً طفيفاً في المبيعات بنسبة 2%، مدفوعاً بتحسن أداء النماذج الرائدة، إلا أن هذا النمو المتواضع لم يكن كافياً لتعويض تأثير التضخم العالمي على هوامش الربح، ما أدى إلى تراجع أرباح القطاع بنسبة 14.5% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. 

وعلى الرغم من ارتفاع الطلب على الهواتف الذكية في هذا الربع، إلا أن تكاليف المواد المرتفعة وضغوط السوق أسهمت في الحد من مكاسب هذا القطاع.

توقعات إيجابية للربع القادم بفضل موسم الأعياد والطلب الموسمي

تشير توقعات سامسونج إلى أن الفترة القادمة قد تشهد نمواً إيجابياً في السوق، وذلك نتيجة لعوامل موسمية، منها موسم الأعياد في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، حيث يشهد السوق فعاليات تسويقية رئيسية مثل عيد الشكر، والجمعة السوداء، ويوم الاثنين السيبراني، فضلاً عن مناسبات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. 

ومن المتوقع أن تعزز هذه المناسبات من الطلب على الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ما قد يساهم في رفع مبيعات سامسونج وزيادة أرباحها في نهاية العام.

حققت أعمال الذاكرة لدى سامسونج أداءً جيداً خلال هذا الربع، بدعم من استثمارات الشركات في الذكاء الاصطناعي والخوادم التقليدية، ما عزز الطلب على رقائق الذاكرة. 

ومع ذلك، تزامن هذا الأداء الإيجابي مع تعديلات في مخزون بعض المنتجات، مما أدى إلى تراجع الطلب في سوق الهواتف المحمولة. ونتيجة لذلك، ارتفع المخزون في بعض قنوات التوزيع، مما تطلب من الشركة إجراء تعديلات في سياسات طلب الشراء لتجنب الفائض.

بالرغم من الأداء القوي خلال الربع الثالث، فإن سامسونج لا تزال تواجه تحديات غير مؤكدة قد تؤثر على نتائجها المستقبلية. ومن أبرز هذه التحديات التوترات الجيوسياسية، خصوصاً بين الولايات المتحدة والصين. 

ويزيد من تعقيد الموقف احتمال أن تتجه الصين إلى دعم شركاتها المحلية في قطاع التكنولوجيا، كجزء من توجه استراتيجي لزيادة الاعتماد على المنتج الوطني، وهو ما قد يعزز المنافسة مع شركات أجنبية مثل سامسونج. 

كذلك، تدرس الولايات المتحدة خطوات مماثلة من خلال تقديم حزم تحفيزية لشركاتها، مما قد يضع سامسونج في موقف أكثر صعوبة في بعض الأسواق الاستراتيجية.