بين المخاوف والطموحات.. كل ما تريد معرفته عن الذكاء الاصطناعي الفائق

مع تقدم التكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال مُلح: هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري ويشكل تهديدًا للبشرية، أم أنه يمثل فرصة لتحقيق مستقبل أفضل؟ 

تتوالى التصريحات من قادة في الصناعة، حيث يعتقد ماسايوشي سون، رئيس مجموعة (سوفت بنك)، أن الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون متاحًا بحلول عام 2035، وبقدرات تفوق الذكاء البشري بعشرة آلاف مرة. 

من جهته، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الوصول إلى هذا المستوى من الذكاء الاصطناعي ليس سوى مسألة وقت.

مفهوم الذكاء الاصطناعي الفائق

الذكاء الاصطناعي الفائق، أو Artificial Superintelligence (ASI)، هو نظام يتفوق على الذكاء البشري في جميع المجالات، بما في ذلك الإبداع، والتفكير النقدي، والتكيف مع البيئات المختلفة. يتجلى هذا النوع من الذكاء في أنظمة يمكن أن تتعلم وتبتكر بشكل أسرع وأكثر كفاءة من البشر.

تصنيفات الذكاء الاصطناعي
لنفهم تطور الذكاء الاصطناعي، يجب علينا النظر إلى تصنيفاته، وفقًا للباحثة الأمريكية ميريديث رينجل موريس، يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى عدة فئات، تبدأ من الأنظمة البسيطة التي لا تمتلك أي ذكاء (No AI) إلى الأنظمة المتقدمة جدًا (Superhuman).

الذكاء الاصطناعي الضيق (NAI): هو ذكاء مخصص لمهمة محددة مثل الترجمة الآلية أو التعرف على الصور. فهو لا يمتلك القدرة على التفكير خارج نطاق تلك المهمة.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI): يمثل مرحلة متقدمة حيث يمكن للنظام القيام بمهام فكرية متنوعة مثل الإنسان، لكنه لم يتحقق بعد بشكل كامل.
الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI): هو المستوى الذي يتجاوز فيه الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري بشكل جذري، ولا يزال بعيدًا عن متناولنا.

الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي
تتباين الآراء حول مدى تقدم الذكاء الاصطناعي اليوم. بينما يرى البعض أن الأنظمة الحالية مثل ChatGPT تمثل خطوات نحو الذكاء الاصطناعي العام، يشدد آخرون على أن هذه الأنظمة لا تزال تفتقر إلى التفكير النقدي والمرونة. 

هناك أيضًا جدل حول قدرات الأنظمة مثل DALL-E، حيث تتباين التقييمات بين اعتبارها قادرة على إنتاج أعمال فنية معقدة وبين الاعتراف بوجود أخطاء غير قابلة للتصحيح في بعض الأحيان.

الآثار المتوقعة للذكاء الاصطناعي الفائق
عندما نصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الفائق، من المتوقع أن تتغير جميع جوانب حياتنا بشكل جذري، على الجانب الإيجابي، يمكن للذكاء الاصطناعي الفائق أن يُحدث ثورة في المجالات العلمية والطبية، مما يساعد في تطوير أدوية جديدة وتحسين جودة الحياة. كما يمكن أن يسهم في حل مشاكل كبرى مثل الفقر وتغير المناخ، من خلال ابتكار حلول جديدة وفعالة.

على الجانب الآخر، هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بذلك. يحذر الفيلسوف نيك بوستروم من أن الذكاء الاصطناعي الفائق قد يصبح غير قابل للسيطرة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع مصلحة البشرية، من الممكن أن تؤدي هذه المخاطر إلى فقدان السيطرة على الأنظمة، مما يثير تساؤلات حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل آمن.