أبل تبدأ خطواتها لدخول سوق النظارات الذكية عبر مشروع Atlas السري

تسعى شركة أبل جاهدة لدخول سوق النظارات الذكية، حيث تعمل بشكل غير معلن على مشروع يُعرف بالاسم الرمزي "Atlas"، وهو دراسة سرية داخلية تُجريها الشركة منذ أيام لاستكشاف إمكانيات وتقنيات النظارات الذكية الحالية وتقييم التجارب والخيارات المتاحة أمام المستخدمين. 

المشروع، الذي انطلق الأسبوع الماضي، يعكس رغبة أبل في مواكبة هذه الفئة الناشئة التي تتزايد شعبيتها بشكل ملحوظ، خاصة مع نجاحات بعض الشركات المنافسة مثل Meta.

تفاصيل مشروع Atlas واختبار تفضيلات المستخدمين

يهدف مشروع "Atlas" إلى دراسة ردود فعل المستخدمين على النظارات الذكية المتوفرة حاليًا في الأسواق، ويتضمن استطلاع آراء موظفي أبل حول التجارب والمزايا التي تقدمها هذه النظارات، بما في ذلك سهولة الاستخدام، الراحة، وعمر البطارية. 

حسب مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرًا لسريّة المشروع، فإن الشركة تنوي عقد جلسات استشارية إضافية مستقبلاً للحصول على رؤى شاملة.

يقود هذا المشروع فريق جودة الأنظمة في قسم هندسة الأجهزة التابع لأبل، وتحت إشرافات دقيقة لضمان سرية العمل، وتشير المعلومات إلى أن الفريق أرسل رسالة إلكترونية داخلية إلى الموظفين في مقر الشركة الرئيسي، داعياً إياهم إلى المشاركة في دراسة مستخدمين للنظارات الذكية الموجودة حاليًا في الأسواق، بهدف اختبار تجربة المستخدم وجمع ردود فعل مهمة تساهم في صياغة رؤى واضحة حول المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها أبل على مجموعات تركيز سرية لتقييم تفضيلات المستخدمين، فالعملاق الأمريكي يلجأ عادةً إلى هذه المجموعات قبل دخول أي فئة جديدة لضمان نجاح منتجه وتلبية تطلعات العملاء، مع تفضيل استخدام موظفيها بدلاً من العملاء تجنبًا للكشف عن خططها المستقبلية.

وبالنسبة لمشروع "Atlas"، يُعتقد أن هدفه الأساسي هو دراسة العناصر التي يجب أن تتضمنها نظارات أبل الذكية المحتملة، بما في ذلك المزايا، التصميم، وتجربة المستخدم، بالإضافة إلى كيفية تحسينها لتتناسب مع متطلبات الحياة اليومية. 

وتهدف الشركة من خلال هذه الدراسة إلى تحديد الطرق المثلى لاستخدام النظارات الذكية وتقديم تجربة فريدة تختلف عما هو متاح حاليًا.

رغم نجاح أبل في طرح العديد من الأجهزة المتطورة، إلا أن قطاع النظارات الذكية يمثل تحديًا كبيرًا للشركة. فعلى سبيل المثال، أطلقت أبل نظارة الواقع الافتراضي "Vision Pro" في فبراير الماضي، لكنها واجهت انتقادات بسبب تكلفتها العالية (3499 دولار) وثقلها، مما جعلها غير ملائمة للاستخدام اليومي ولا تناسب جميع الفئات، تسعى أبل منذ سنوات إلى تطوير نسخة أخف وأكثر ملاءمة للاستخدام المستمر، وقد واجه المشروع صعوبات تقنية جعلت من التحدي أكبر.

وفي هذا الإطار، يبدو أن أبل تستلهم بعض الأفكار من نظارات Meta، التي تمكنت من تحقيق نجاح نسبي بمنتج بسيط وسعر مناسب، فالنظارة التي تُباع بسعر 299 دولار، رغم أنها ليست نظارة واقع معزز حقيقية، تقدم بعض الوظائف الذكية التي تجذب المستخدمين، كالتصوير واستقبال المكالمات، وإتاحة التواصل مع مساعد الذكاء الاصطناعي.