اختراق خطير يستهدف شبكات الاتصالات الأمريكية ويهدد أمن هواتف المسؤولين

في أكتوبر 2024، كشفت تقارير عن اختراق إلكتروني واسع النطاق استهدف شبكات شركات الاتصالات الكبرى في الولايات المتحدة، بما في ذلك AT&T وLumen وVerizon، مما أثار مخاوف بشأن أمان البنية التحتية للاتصالات الأمريكية. 

وكان الهجوم قد استغل «أبوابًا خلفية» مخصصة لوكالات إنفاذ القانون الأمريكية، وهو ما يثير جدلاً جديدًا حول سياسات التشفير التي ترفض وجود مثل هذه المنافذ، كما تؤكد شركة آبل.

هجوم إلكتروني معقد

وفقًا للتقارير الأمنية، يُعتقد أن مجموعة قراصنة تدعى "Salt Typhoon" هي المسؤولة عن الهجوم، حيث يعتقد أنها مدعومة من الصين، ورغم نفي السفارة الصينية في واشنطن هذه الاتهامات، فإن الأدلة تشير إلى أن الهجوم لم يقتصر على اختراق شبكات الاتصالات الأمريكية فحسب، بل امتد ليشمل حملات رئاسية وشخصيات بارزة في الساحة السياسية.

منذ بداية أكتوبر، ظهرت تقارير تكشف عن نطاق الهجوم الكبير الذي طاول العديد من الأهداف الحساسة. حيث استهدفت المهاجمون هواتف آيفون لمسوؤلين رفيعي المستوى في الحملات الرئاسية، بما في ذلك تلك الخاصة بدونالد ترامب و JD Vance، إضافة إلى شخصيات مرتبطة بحملة كامالا هاريس. 

وقد دفع هذا التطور مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى فتح تحقيق شامل للكشف عن مدى اختراق الهواتف والتأثيرات المحتملة على الأمان الوطني.

وكشف روكي كول، مؤسس شركة iVerify للأمن السيبراني، في تقرير لصحيفة "فوربس"، عن اكتشافه سلوكًا غير طبيعي في هاتفي آيفون يعودان لمسؤولين في الحملات الرئاسية. 

وتبين أن التغييرات التي طرأت على إعدادات الهواتف كانت مشابهة للأنماط التي تم ملاحظتها في برمجيات خبيثة طورتها جهات مدعومة من دول. 

وقد أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أحد الهواتف المتأثرة كان مستهدفًا من قبل مجموعة Salt Typhoon، حيث تزامن توقيت التغييرات غير الطبيعية مع اختراق شبكة Verizon.

وإذا كان المهاجمون قد تمكنوا من اختراق هواتف آيفون، رغم الحماية القوية التي توفرها Apple لهذه الأجهزة، فمن المحتمل أن يكونوا قد تمكنوا من الوصول إلى معلومات حساسة، مثل الرسائل الخاصة، وسجلات المكالمات، وملفات البيانات المخزنة، بالإضافة إلى معلومات الموقع في الوقت الفعلي. 

كما قد تشمل البيانات المسروقة المحادثات المشفرة في تطبيقات مثل iMessage وSignal وWhatsApp، مما يضع المسؤولين في حملات رئاسية في موقف شديد الحساسية.

ورغم أن شركة آبل، Verizon، وFBI لم يصدروا تعليقات رسمية حول الحادثة، فقد أكدت مصادر داخلية في وكالة الأمن القومي أن التحقيقات مستمرة وأن هناك تنسيقًا بين مختلف الوكالات الأمريكية للكشف عن تفاصيل الهجوم. 

ورغم صمت الجهات المعنية عن الإشارة إلى التفاصيل الكاملة، يبقى الأمل في أن يتم تقديم معلومات إضافية حول الاختراقات في المستقبل القريب، خاصة أن خطورة الهجوم وتأثيره على أمن المعلومات الحساسة باتت تتطلب استجابة سريعة وشفافة.