القصة الكاملة لـ وسام شعيب طبيبة كفر الدوار المتمة بـ"إفشاء أسرار مرضاها"

منذ اللحظات الأولى من بث طبيبة النساء والتوليد بكفر الدوار في محافظة البحيرة، الدكتورة وسام شعيب، مقطع فيديو عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، سردت خلاله تفاصيل للحياة الشخصية لبعض الحالات من مرضاها، اشتعل “السوشيال ميديا”، حتى تخطت نسبة البحث عن الفيديو عبر جوجل وحده نحو 1000%.

وأصدر المستشار أحمد يسري، رئيس نيابة مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، قرارًا يقضي بحبس الطبيبة وسام شعيب، أخصائية التوليد وأمراض النساء بمستشفى كفر الدوار، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات. 

جاء هذا القرار عقب تحقيقات مع الطبيبة حول مقاطع الفيديو التي نشرتها عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، والتي تضمنت حديثًا عن حالات إنجاب أطفال ناتجة عن علاقات غير شرعية، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية والمهنية المصرية.

تفاصيل المقاطع المصورة

كانت الطبيبة قد نشرت فيديوهات تهدف من خلالها إلى توعية المجتمع بمخاطر العلاقات غير الشرعية، وخصوصًا في حالات الحمل غير المرغوب فيه لفتيات قاصرات. 

ومن ضمن الحالات التي تطرقت إليها الطبيبة، كانت هناك حالة لفتاة قاصر تبلغ من العمر 14 عامًا، حامل في شهرها الثامن، حيث طالبت أسرتها بإجراء إجهاض لها بسبب حملها من علاقة غير شرعية، وحالة أخرى لسيدة تزوجت عرفيًا من شاب يصغرها بسنوات لتسجيل طفلها باسمه، والذي تبيّن لاحقًا أن الطفل ناتج عن علاقة أخرى.

ورغم إشارة الطبيبة إلى أن الهدف من هذه الفيديوهات هو التوعية المجتمعية، فإن الفيديوهات قوبلت بانتقادات شديدة، خاصة من قبل بعض الأطياف في المجتمع الذين اعتبروا أنها تثير البلبلة وتهدد السلم العام، إلى جانب اتهامات بتشويه صورة المجتمع من خلال تسليط الضوء على قضايا حساسة بأسلوب مباشر.

التهم الموجهة إلى الطبيبة 

واجهت الطبيبة وسام شعيب تهمًا تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة البلبلة وتكدير السلم العام. وبحسب فريق الدفاع، فإن التهم تشمل كذلك استخدام ألفاظ غير مناسبة قد تسيء إلى المرضى والمجتمع. 

وأشار فريق الدفاع إلى أن النيابة العامة استكملت التحقيقات، في حين أكد الدكتور مصطفى درويش، زوج الطبيبة، أن زوجته محتجزة في مركز شرطة كفر الدوار، حيث تتلقى معاملة محترمة من رجال الشرطة.

وأوضح الزوج في تصريحات صحفية أن صفحة زوجته على "فيسبوك" هي صفحة شخصية ولا تهدف لتحقيق الربح أو الشهرة، وأن الهدف من نشر الفيديو كان توعية العائلات بمخاطر العلاقات غير الشرعية، وأنها لم تفصح عن أي تفاصيل شخصية للمرضى أو تكشف أسرارًا تتعلق بهم، معتبرًا أن تصرفها كان من باب تقديم النصيحة والإرشاد.

في سياق متصل، أعلنت النقابة العامة للأطباء عن تلقيها شكاوى ضد الطبيبة وسام شعيب، حيث أفاد مقدمو الشكاوى أن الفيديوهات التي بثتها الطبيبة تحتوي على تشهير بالمرضى واستخدام ألفاظ غير لائقة، مما يعتبر تجاوزًا لأخلاقيات مهنة الطب. 

واستجابةً لهذه الشكاوى، أحالت النقابة القضية إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق، مشددة على أن النقابة ترفض أي تصرفات فردية قد تؤدي إلى الإضرار بسمعة المهنة أو المساس بكرامة المرضى. وأكدت أنها ستتخذ إجراءات صارمة في حال ثبوت مخالفة الطبيبة لأخلاقيات المهنة.

من جانبه، قال محامي الطبيبة إن موكلته لم تكن تسعى للشهرة، وأن طبيعة المحتوى الذي نشرته كان بغرض التحذير والتوعية فقط، مشيرًا إلى أن قضية الشهرة تُعد أمرًا معقدًا في العصر الحالي، إذ يمكن لأي شخصية عامة أن تواجه تحديات وتأويلات غير متوقعة نتيجة ما تنشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما شدد على أن الطبيبة كانت تركز على أداء وظيفتها بكل احترافية وأن نواياها كانت منصبة على حماية المجتمع وتوجيه النصح للأسر.