"إكس" تستعد لإطلاق بوت الدردشة "Grok" بميزات مثيرة وتحديات مالية

في خطوة لافتة قد تسهم في تغيير تجربة المستخدمين على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، يبدو أن الشركة تقترب من طرح "Grok" - بوت الدردشة المعتمد على الذكاء الاصطناعي - ليصبح متاحًا لكافة مستخدمي المنصة، وليس حكرًا على مشتركي خدمة "X Premium" فقط. 

هذه التوجهات الجديدة تأتي في إطار رؤية متسارعة تسعى فيها منصة "إكس" للارتقاء بمستوى خدماتها ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لجذب أكبر عدد من المستخدمين.

توسيع نطاق التوافر وتطوير نموذج الدردشة

أكدت تقارير صادرة من موقع "TechCrunch" أن بوت "Grok" بات متاحًا في نيوزيلندا لجميع المستخدمين، وذلك ضمن مرحلة تجريبية أولية قبل التوسع في باقي الدول. 

ويعد "Grok" بوتًا متقدمًا للدردشة، من تصميم شركة "xAI" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، حيث يتمتع بخصائص فريدة تجعله أقل تحفظًا من الروبوتات الأخرى المنتشرة في هذا المجال. 

ومن الملاحظ أن "Grok" لا يخضع لنفس القيود الصارمة المفروضة على روبوتات مثل ChatGPT وجوجل "جيميناي"؛ فهو يمتلك مرونة في توليد الصور وحتى في إنتاج المحتوى الجدلي، مما جعله حديث الساحة التقنية.

إحدى الميزات التي ينتظرها المستخدمون بشغف هي توافر نسخة مجانية من "Grok"، التي ستسمح باستخدام محدود مشابه لنمط عمل روبوتات الذكاء الاصطناعي الأخرى. 

وحسب ما صرح به مستخدم على منصة "إكس" يُدعى @swak_12، فإن النسخة المجانية من "Grok" ستتيح للمستخدمين إرسال 10 رسائل كل ساعتين باستخدام نموذج "Grok 2"، و20 رسالة بنموذج "Grok 2 mini"، ليصبح مجموع الرسائل المتاحة في النسخة المجانية 30 رسالة كل ساعتين، وهو ما يعتبر أقل من حدود الاستخدام التي تقدمها روبوتات مثل ChatGPT.

وعلى الرغم من هذا التحديد الصارم، إلا أن المزايا الإضافية التي يقدمها "Grok"، مثل قدرته على تحليل الصور بمعدل ثلاث صور يوميًا، تشكل عامل جذب للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة تفاعلية متكاملة. 

كما ترى شركة "xAI" أن هذه النسخة المحدودة ستساعد في جذب عدد أكبر من المستخدمين، وتقديم تغذية راجعة تساهم في تحسين وتطوير النموذج بشكل مستمر، مع استهداف كيفية تحقيق دخل من "Grok" مستقبلاً.

تعاني منصات الذكاء الاصطناعي من تحديات مالية كبيرة، حيث يتطلب تطوير النماذج الذكية والبرمجيات الخاصة بها استثمارات ضخمة، ووفقًا لتقارير، فإن "xAI" استثمرت مبالغ كبيرة في تجميع 100 ألف شريحة H200 في وقت قياسي، ما تطلب تكاليف عالية في البنية التحتية اللازمة لتدريب "Grok" وتحسين أدائه. 

ويعد هذا الاستثمار الضخم مؤشرًا على جدية الشركة في بناء قدرات تقنية تنافسية، حيث صرح "جنسن هوانج"، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، بأن تجهيز هذا العدد من الشرائح يستغرق سنوات، إلا أن "xAI" استطاعت تحقيق ذلك في 19 يومًا فقط، مما يعكس اهتمام ماسك الكبير بتطوير "Grok".

ومن المتوقع أن تصل قيمة شركة "xAI" إلى 40 مليار دولار في جولة تمويلية قادمة، وفقًا لما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، حيث كانت آخر جولة تمويلية للشركة في مايو الماضي، بقيمة 6 مليارات دولار، عندما كانت الشركة تُقَيَّم بنحو 24 مليار دولار. 

كما أثيرت مؤخراً تكهنات حول احتمالية استثمار شركة "إنفيديا" في "xAI"، مما قد يرفع قيمة الشركة إلى 75 مليار دولار، إلا أن هذه الأخبار لم تؤكد رسميًا بعد.

رغم التطورات التي تشهدها "xAI"، إلا أن قيمتها السوقية تبقى أدنى بكثير من قيمة شركة "OpenAI" التي تقدر حاليًا بنحو 157 مليار دولار. وتاريخياً، يعد إيلون ماسك أحد مؤسسي "OpenAI"، لكنه غادر مجلس إدارتها في عام 2018 بعد أن رفضت الشركة منحه صلاحيات إضافية. 

ومنذ تلك الفترة، لم يخفِ ماسك انتقاده المستمر لـ"OpenAI" وسياستها، وهو ما دفعه للاستثمار بشكل كبير في مشروعه الجديد "xAI" ليكون منافسًا لها.