أمازون تتحدى هيمنة إنفيديا بتطوير شرائح ذكاء اصطناعي جديدة

تسعى شركة أمازون للدخول بقوة إلى سوق شرائح الذكاء الاصطناعي بهدف منافسة "إنفيديا"، التي تهيمن حاليًا على هذا القطاع. 

وقد بدأت جهود أمازون منذ استحواذها على شركة "Annapurna Labs" في عام 2015 بصفقة بلغت قيمتها 350 مليون دولار، حيث أصبحت هذه الشركة الذراع المتخصصة لأمازون في تطوير الشرائح الإلكترونية، مما يتيح لها تطوير شرائح تلبي احتياجاتها المتزايدة في الحوسبة السحابية.

"Annapurna Labs" وتاريخ التطويرات التكنولوجية

تعمل "Annapurna Labs" منذ انضمامها إلى أمازون على إنتاج شرائح متطورة بتكلفة أقل وكفاءة أعلى؛ إذ أطلقت شريحة "Graviton" المعروفة بكفاءتها العالية في استهلاك الطاقة، وشريحة "Nitro" المصممة لضمان الأمان، وكلتاهما تُستخدم في مراكز بيانات "Amazon Web Services" (AWS)، التي تُعد من أكبر منصات الحوسبة السحابية على مستوى العالم. 

ويتيح ذلك لأمازون الاعتماد على شرائحها الخاصة في تعزيز كفاءة البنية التحتية لأعمال الحوسبة السحابية وتقليل النفقات التشغيلية.

في خطوة جريئة لمنافسة "إنفيديا"، تعمل أمازون على تطوير شريحة "Trainium 2" الخاصة بمهام الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية الكبيرة، وهي شريحة أعلنت عنها أمازون في العام الماضي وكانت متاحة فقط لمجموعة محددة من الشركات، مثل شركة "Anthropic" التي تتلقى دعمًا ماليًا بقيمة 4 مليارات دولار من أمازون. 

تعتزم الشركة توسيع نطاق استخدام "Trainium 2" ليشمل عددًا أكبر من العملاء خلال عام 2025، مع التأكيد على أنها ستكون خيارًا متاحًا لمؤسسات الحوسبة السحابية، في محاولة لجذب الشركات التي تبحث عن بديل موثوق لشرائح إنفيديا.

وقد صرّح "ديف براون"، نائب رئيس خدمات الحوسبة والشبكات في AWS، أن أمازون تهدف لأن تصبح "أفضل مكان على الإطلاق لاستبدال إنفيديا"، مع إقراره بأن تنوع الخيارات يعد عنصرًا صحيًا لصناعة الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أكثر من 90% من شرائح الذكاء الاصطناعي تصدر حاليًا عن إنفيديا، التي تضاعفت قيمتها السوقية بشكل هائل خلال العام الماضي.

تأتي هذه الخطوة من أمازون ضمن اتجاه متزايد لشركات التقنية الكبرى نحو تطوير شرائح مخصصة لمهام الذكاء الاصطناعي للحد من الاعتماد على مزودي الشرائح الخارجيين، فعلى سبيل المثال، قامت "جوجل" بتطوير شرائحها الخاصة للذكاء الاصطناعي، كما استخدمتها "آبل" لتطوير تقنياتها الخاصة مثل "Apple Intelligence". في الوقت ذاته، ظهرت تقارير حديثة تشير إلى أن "OpenAI" قد بدأت في تطوير شريحتها الخاصة بالتعاون مع شركة "TSMC".

للتأكيد على التزامها بتوفير حلول جديدة وتقديم بديل لإنفيديا، أعلنت أمازون عن توفير 40,000 شريحة من طراز "Trainium 1" مجانًا للباحثين الأكاديميين في الذكاء الاصطناعي، وخاصةً في الجامعات، لتسهيل إجراء الأبحاث المتقدمة. 

وسيتمكن الباحثون من جامعتي "Carnegie Mellon" و"بيركلي" من الاستفادة من هذا البرنامج، الذي استثمرت أمازون فيه حوالي 110 ملايين دولار. يعكس هذا التوجه حرص الشركة على دعم البحث الأكاديمي، ويعزز حضورها كمزود للشرائح داخل المجتمعات البحثية والتعليمية.

تتوقع التقارير أن تتجاوز نفقات أمازون في هذا القطاع حاجز 75 مليار دولار خلال العام القادم، مع استمرار الإنفاق الكبير على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وابتكار حلول جديدة للتغلب على التحديات التقنية التي تواجه هذا القطاع. 

ويُثار التساؤل حول مدى قدرة أمازون والشركات الأخرى على توفير بديل حقيقي لإنفيديا التي تواصل السيطرة على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع.

رغم احتكار إنفيديا لسوق شرائح الذكاء الاصطناعي، إلا أن مساعي أمازون وآبل وجوجل وغيرهم من عمالقة التكنولوجيا لتطوير شرائحهم الخاصة قد تفتح المجال لتغيير قواعد اللعبة، وتوفير خيارات أكثر تنوعًا تلبي احتياجات المؤسسات والشركات.