الذاكرة البشرية وذاكرة الذكاء الاصطناعي
تواصل تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورها بشكل مذهل، خاصة فيما يتعلق بالنماذج اللغوية الكبيرة مثل GPT-4، التي تهدف إلى محاكاة التفاعل البشري وفهم اللغة، ومع هذا التقدم الكبير، يطرح العديد من الناس سؤالاً مثيرًا: إلى أي مدى يمكن لهذه النماذج اللغوية أن تتذكر مثل البشر؟
في هذا المقال، نستعرض كيفية تخزين المعلومات في الذاكرة البشرية مقارنة بالطريقة التي تعالج بها النماذج اللغوية هذه المعلومات، ونحلل أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين.
تعتبر الذاكرة البشرية من أكثر الأنظمة تعقيدًا وتطورًا في الكائنات الحية، وتنقسم الذاكرة البشرية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
من السمات المميزة للذاكرة البشرية أنها تتأثر بالعواطف والتجارب الجديدة، مما يجعل عملية استرجاع الذكريات ليست دائمًا دقيقة بنسبة 100%. بل قد تكون الذكريات عرضة لإعادة البناء وتغيير التفاصيل بمرور الوقت.
على الرغم من التطور الكبير في النماذج اللغوية مثل GPT-4، فإن طريقة معالجة وتخزين المعلومات تختلف تمامًا عن الذاكرة البشرية. لا تعتمد النماذج اللغوية على الذاكرة كما يفعل البشر.
بدلاً من ذلك، يتم تدريب هذه النماذج على كميات ضخمة من البيانات النصية التي تشمل الكتب والمقالات والنصوص المكتوبة، ومن خلال عملية التدريب، يتعلم النموذج الأنماط اللغوية والعلاقات بين الكلمات والجمل.
تخزين المعلومات في النماذج اللغوية يتم عبر المعلمات (parameters)، وهي مجموعة من القيم الرقمية التي تحفظ الأنماط والارتباطات في النصوص،لكن هذه النماذج لا تحتفظ بذاكرة حية أو تجارب من التفاعلات السابقة مع المستخدمين. كل تفاعل يتم بشكل منفصل دون التأثير على التفاعلات المستقبلية.
هناك العديد من الاختلافات الواضحة بين الذاكرة البشرية والذاكرة الخاصة بالنماذج اللغوية، وأبرزها:
التطور المستمر مقابل الثبات: الذاكرة البشرية تتطور باستمرار بفضل التجارب والعواطف، بينما تظل الذاكرة في النماذج اللغوية ثابتة بعد عملية التدريب ولا يمكن تحديثها إلا من خلال إعادة تدريب النموذج.
الانتقائية في التخزين: البشر يميلون إلى تذكر الأحداث المهمة والعاطفية وينسون التفاصيل غير المهمة. بينما النماذج اللغوية تحتفظ بكافة المعلومات المدخلة دون تمييز بين المعلومات العاطفية والتفاصيل العادية.
النسيان التكيفي: تتمتع الذاكرة البشرية بقدرة فريدة على النسيان التكيفي، مما يسمح للإنسان بالتركيز على الذكريات الهامة وترك التفاصيل غير الضرورية، أما النماذج اللغوية فلا تنسى إلا بسبب القيود التقنية، مثل حجم الذاكرة الذي يتم تدريبه عليه.
على الرغم من الفروق الكبيرة، هناك بعض أوجه التشابه بين الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية، وهي:
تعرّف الأنماط: في الذاكرة البشرية، يعتمد التعلم على التعرف على الأنماط، مثل التعرف على الوجوه أو الكلمات. وبالمثل، تتعلم النماذج اللغوية الأنماط لتوقع الكلمات التالية في تسلسل النصوص.
دور السياق في استرجاع المعلومات: في الذاكرة البشرية، يمكن للسياق أن يعزز قدرة الشخص على استرجاع الذكريات. على سبيل المثال، قد يكون الشخص قادرًا على تذكر حدث معين عندما يتواجد في نفس المكان الذي وقع فيه، وفي النماذج اللغوية، يعتمد النموذج على السياق داخل المدخلات النصية لتوليد استجابة دقيقة ومناسبة للسياق.
بالرغم من أن النماذج اللغوية مثل GPT-4 قادرة على محاكاة التفاعل البشري وفهم اللغة بشكل متقدم، فإنها لا تتذكر المعلومات بالطريقة نفسها التي يفعلها البشر.
النماذج اللغوية تعتمد على المعلمات الرقمية التي تمثل الأنماط اللغوية، ولا تحتفظ بذكريات حية أو تجارب شخصية يمكنها التأثير على تفاعلاتها المستقبلية، لذا، في حين أن هذه النماذج قد تبدو "تتذكر" في بعض السياقات، إلا أن قدرتها على "التذكر" تقتصر على الأنماط والنصوص المدربة عليها فقط.
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 04:29 م
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 02:35 م
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 02:33 م
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 11:33 ص
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 09:54 ص
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 09:57 ص
ابحث عن مواصفات هاتفك
ماركات الموبايلات
أضغط هنا لمشاهدة كل الماركاتأحدث الموبايلات
Apple iPhone 13 Pro Max
Xiaomi Redmi Note 11
Samsung Galaxy A52s
OPPO Reno6 Pro 5G
realme GT2 Pro
vivo Y19
Honor 50 Pro
Huawei Nova 9
Nokia 8.3 5G
Back Top