الذكاء الاصطناعي في الجراحة.. هل يمكن أن تحل الروبوتات محل الجراحين؟

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 23 نوفمبر 2024 11:17 ص

ثورة الذكاء الاصطناعي في الجراحة

ثورة الذكاء الاصطناعي في الجراحة

في خطوة جريئة نحو مستقبل جديد في مجال الرعاية الصحية، يحقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا مذهلاً في مجال الجراحة الروبوتية، ما قد يغير ملامح المهنة الطبية بالكامل في السنوات المقبلة، إذ تمكن فريق من الباحثين في جامعتي جونز هوبكنز وستانفورد من إحداث طفرة علمية في هذه التقنية المتطورة، حيث نجحوا في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على إجراء جراحات معقدة بدقة متناهية، ما يعزز التوقعات حول إمكانية استبدال الروبوتات للجراحين في المستقبل القريب.

تحقيق إنجاز علمي جديد

اعتمد الفريق على تقنية التعلم الآلي لتدريب الروبوت الجراحي على أداء المهام الجراحية عبر محاكاة الحركات التي يقوم بها الجراحون المحترفون، فمن خلال مشاهدة آلاف الساعات من مقاطع الفيديو لعمليات جراحية حقيقية، تمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل الحركات المعقدة للجراحين وتقليدها بكل دقة. 

هذه التقنية ليست جديدة، ولكنها تحقق قفزة نوعية في كيفية تدريب الروبوتات على إجراء جراحات معقدة من خلال تعلم مهامها بطريقة غير تقليدية.

التعلم بالمحاكاة

التعلم بالمحاكاة يعتمد على فكرة بسيطة لكنها فعّالة، حيث يتعلم الروبوت الجراحي عن طريق محاكاة سلوكيات البشر في بيئة جراحية افتراضية، ويقول جي وونغ كيم، الباحث في جامعة جونز هوبكنز: "كل ما نحتاج إليه هو إدخال صورة للمريض، ليقوم النظام بعدها بتحديد الإجراء الجراحي الأنسب بناءً على ما تعلمه من مقاطع الفيديو." 

هذه الطريقة سمحت للروبوت بتقليد حركات الجراحين الذين لديهم سنوات من الخبرة. كما استطاع الروبوت تعلم مهام لم يتم تدريبه عليها، مثل التقاط إبرة ساقطة خلال العملية، مما يثبت مدى قدرة النظام على التكيف مع المواقف غير المتوقعة.

روبوت “دافنشي”
أحد أبرز النجاحات في هذا المجال هو استخدام روبوت "دافنشي"، الذي يعد من أكثر الأنظمة الروبوتية تقدمًا في الجراحة، تم تدريب النموذج الجديد على مقاطع فيديو عالية الدقة مسجلة أثناء عمليات جراحية حقيقية بواسطة كاميرات مثبتة على أذرع روبوتات دافنشي. 

من خلال تحليل هذه المقاطع، تعلم الذكاء الاصطناعي كيفية تنفيذ المهام الدقيقة مثل التعامل مع الإبرة الجراحية، رفع الأنسجة، والخياطة بدقة متناهية.

ثورة الذكاء الاصطناعي في الجراحة.. هل ستحل الروبوتات محل الجراحين؟

تدريب النظام على المهام المعقدة
تمكن النظام الجديد من إتمام ثلاث مهام أساسية في العمليات الجراحية المعقدة وهي: التعامل مع الإبرة، تحريك الأنسجة بحذر، والخياطة. 

وبعد تدريب النموذج، أظهر الروبوت قدرة على إجراء الجراحات بنفس كفاءة الجراح البشري، بفضل تعلّمه من مجموعات البيانات الواسعة التي توفرها مقاطع الفيديو المسجلة. 

ويرى الباحثون أن هذه التقنية تمثل خطوة هامة نحو تطوير جراحات الروبوتات التي ستتيح للبشر إجراء عمليات دقيقة في بيئات متنوعة، بما في ذلك المناطق النائية التي تفتقر إلى الكوادر الطبية المتخصصة.

التحديات الأخلاقية والقانونية
ورغم هذه التقدمات المبهرة، يواجه تطبيق هذه التكنولوجيا تحديات كبيرة على المستويين الأخلاقي والقانوني. من بين أهم القضايا التي يثيرها استخدام الروبوتات في الجراحة هي مسألة المسؤولية القانونية في حالة حدوث مضاعفات. 

هل يتحمل المصنعون المسؤولية إذا فشل النظام؟ أم الفريق الطبي الذي يشرف عليه؟ كما تثير هذه التقنية أيضًا قضايا تتعلق بموافقة المرضى، إذ يتعين على الأطباء تقديم تفاصيل شاملة عن الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الإجراء الجراحي والمخاطر المحتملة المرتبطة به.

المستقبل الغامض للجراحة الروبوتية
بحسب الباحثين، يتصورون مستقبلًا يمكن فيه لهذه الروبوتات أن تساعد الجراحين في حالات الطوارئ والمواقف التي تتطلب دقة عالية في إجراء الجراحة. 

ومع ذلك، فإن هذه التقنية لا تزال بحاجة إلى المزيد من التطوير والتحقق قبل أن يتم اعتمادها بشكل واسع، وأكد الباحثون أنهم لا يزالون في مرحلة تجريبية، حيث يعملون على تطوير النظام ليكون قادرًا على إجراء جراحات أكثر تعقيدًا وتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من حالات طبية غير تقليدية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top