الذكاء الاصطناعي.. أمل جديد في الحد من تكرار الإصابة بالسرطان

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:25 ص

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

مع التزايد المستمر في عدد حالات السرطان حول العالم، أصبح من الضروري البحث عن حلول فعّالة للتقليل من احتمالية تكرار الإصابة بالمرض بعد التعافي منه. 

وفقًا لتوقعات منظمة الصحة العالمية، فإن حالات السرطان ستتضاعف تقريبًا بحلول عام 2050، ليصاب أكثر من 35 مليون شخص حول العالم، مقارنة بـ 20 مليون حالة تم تسجيلها في عام 2022، وعلى الرغم من تزايد حالات الشفاء، لا يزال معدل تكرار الإصابة بالسرطان يشكل تحديًا حقيقيًا للعديد من الناجين.

التحدي المستمر في تكرار الإصابة بالسرطان

بحسب الدراسات، يتراوح معدل تكرار الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء بين 15% و 100%، حسب نوع السرطان ومرحلته. 

ورغم التقدم الكبير في علاج السرطان، فإن العالم يفتقر إلى حلول فعالة للكشف المبكر عن احتمالية عودة المرض، لكن، في خطوة نوعية لمكافحة هذه الظاهرة، أطلقت شركة OneCell Diagnostics الناشئة اختبارًا مبتكرًا يستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الخلايا السرطانية المنتشرة في الدم، وهو ما يساهم في التنبؤ باحتمالية تكرار الإصابة.

يعتمد الاختبار الجديد الذي طورته OneCell Diagnostics على تحليل عينات دم صغيرة للمصابين السابقين بالسرطان، لقياس احتمالية تكرار الإصابة. 

ويُعد هذا النهج ثوريًا مقارنة بالتقنيات التقليدية المستخدمة حاليًا، مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI)، التي غالبًا ما تحتاج إلى معدات طبية باهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلًا لتقديم النتائج.

يبدأ الاختبار عبر سحب 10 مل من دم المريض، ويتم تقسيم العينة إلى أنبوبين: أحدهما للكشف عن الحمض النووي السرطاني الدوراني (ctDNA)، والآخر لاكتشاف الخلايا السرطانية المنتشرة. 

بعد ذلك، يخضع الدم لتحليل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تدمج أساليب علمية متقدمة. هذه العملية التي أسمتها الشركة "True-Single-Cell-Multi-omics" توفر تشخيصًا أكثر دقة مقارنة بالأساليب الحالية.

الذكاء الاصطناعي يساعد في الحد من تكرار الإصابة بالسرطان.. إليك التفاصيل

يُعد هذا النهج أحد أكثر التقنيات تقدّمًا في مجال الطب الدقيق، حيث يُعطي نتائج دقيقة بنسبة 100 مرة أكثر مقارنة بالاختبارات التقليدية المستخدمة حاليًا، مثل الخزعة السائلة. 

وتشير تصريحات المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة OneCell Diagnostics، موهان أوتاروار، إلى أن هذه التقنية توفر تشخيصًا أكثر شمولًا، مما يساعد الأطباء في تحديد خطر تكرار الإصابة بالسرطان بدقة أكبر.

يمكن لهذا الاختبار أن يحدث ثورة في طريقة تعامل الأطباء مع الناجين من السرطان. فعلى سبيل المثال، سيتيح للأطباء تشخيصًا مبكرًا لحالات تكرار الإصابة بأنواع متعددة من السرطان مثل سرطان الثدي، والرئة، والقولون، وبالتالي تحسين خيارات العلاج واتخاذ قرارات طبية أسرع، هذا النهج ليس فقط دقيقًا، بل أيضًا أقل تكلفة مقارنة بالفحوصات التقليدية التي تتطلب تقنيات معقدة وأجهزة مكلفة.

كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الاختبارات لا يقتصر على تسريع عملية التشخيص فقط، بل إنه يساهم أيضًا في تحسين نتائج العلاج، إذ يمكن للأطباء تخصيص العلاجات وفقًا للاحتياجات الفردية للمريض، مما يسهم في تقليل احتمال عودة المرض.

من المتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا في تغير الطريقة التي يُنظر بها إلى علاج السرطان في المستقبل. إذ أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيستمران في تحسين دقة تشخيص الأمراض، مما يمنح الأطباء أدوات أفضل لتقديم رعاية صحية مخصصة لكل مريض، ولعل هذا التقدم في تقنية الكشف عن السرطان سيكون خطوة كبيرة نحو القضاء على التحديات التي تواجه الناجين من السرطان بعد شفائهم.

إن نجاح هذا الاختبار يعدّ خطوة هامة نحو تحسين الحياة الصحية للناجين من السرطان. مع التقدم التكنولوجي المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكن للعلماء والأطباء أن يتوقعوا مستقبلًا يتم فيه تقليل مخاطر تكرار الإصابة بالسرطان وتحقيق نتائج طبية أفضل وأكثر دقة.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top