هواوي تُعيد تشكيل سوق الهواتف القابلة للطي

شهدت هواوي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوق الهواتف القابلة للطي، وهو قطاع كان يعاني من بطء في النمو مقارنة بسوق الهواتف الذكية التقليدية. 

بفضل تصميماتها المتقدمة ورؤيتها المستقبلية، أحدثت هواوي تأثيرًا كبيرًا، وحققت نموًا استثنائيًا يُعيد تشكيل مفهوم الأجهزة الذكية.

صعود قوي في سوق الهواتف القابلة للطي

بحسب تقرير Counterpoint Research، شهدت شحنات هواوي العالمية من الهواتف القابلة للطي زيادة مذهلة بنسبة 257% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، لترتفع حصتها السوقية إلى 35%، هذا النمو وضعها بين الثلاث شركات الرائدة عالميًا في هذا القطاع.

لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل جاء نتاجًا لرؤية بعيدة المدى وجهود متواصلة، قبل تسع سنوات، بدأ لي شياولونغ، المدير التقني لمجموعة هواوي لأعمال المستهلكين، في تطوير فكرة الهواتف القابلة للطي، بما في ذلك مفهوم “الهاتف ثلاثي الطي”، وقد تطلب تحقيق هذا المفهوم سنوات من العمل والبحث المكثف.

أطلقت هواوي أول هواتفها القابلة للطي، HUAWEI Mate X، في مؤتمر الهواتف المحمولة العالمي 2019 ببرشلونة. ومنذ ذلك الحين، تطورت التكنولوجيا بشكل ملحوظ، لتصل إلى أحدث إصداراتها HUAWEI Mate XT، الذي يمثل طفرة جديدة في التصميم والأداء.

حافظت هواوي على التزامها بتطوير منتجات مبتكرة من خلال استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، سنويًا، تخصص الشركة أكثر من 10% من إيراداتها للبحث، وبلغت استثماراتها خلال العقد الماضي أكثر من 1.11 تريليون يوان صيني، وفقًا لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية، تحتل هواوي المرتبة الثامنة عالميًا في قائمة الشركات الأكثر ابتكارًا.

رغم النجاح الكبير، واجهت هواوي تحديات رئيسية مرتبطة بتكنولوجيا الهواتف القابلة للطي، أبرزها:

1. متانة الشاشة القابلة للطي: تحطم الشاشات بسبب تكرار الطي.
2. الوزن والحجم: الحاجة إلى تصميم أجهزة خفيفة وسهلة الاستخدام.
3. تمزقات المفاصل: مشاكل هيكلية ناجمة عن الاستخدام اليومي.

استجابت هواوي لهذه التحديات بابتكارات تقنية، مثل تطوير مفصلة "قطرة الماء" لتقليل الإجهاد على الشاشة، واستخدام زجاج Kunlun لتحسين المتانة، إضافة إلى نظام مفصل متطور يزيد من عمر الجهاز.

يُعد HUAWEI Mate XT مثالًا واضحًا على تطور تكنولوجيا هواوي، حيث يتميز بآلية طي ثلاثية تتيح شاشة أكبر مع الحفاظ على الجهاز خفيفًا ونحيفًا، تفوقت هواوي بهذا التصميم على العديد من العلامات التجارية الأخرى، ما جعل الجهاز معيارًا جديدًا في السوق.

نجاح هواوي في تطوير الهواتف القابلة للطي لم يكن له تأثير إيجابي على الشركة فحسب، بل ساهم أيضًا في إعادة تنشيط سوق الهواتف الذكية الذي بدأ يشهد حالة من التشبع، بفضل هذه الابتكارات، أصبحت الأجهزة القابلة للطي جزءًا من المستقبل الذي تسعى جميع العلامات التجارية للتنافس فيه.

مع خطط إطلاق HUAWEI Mate X6 عالميًا، تواصل هواوي تحدي نفسها والمنافسين. وبفضل فلسفتها القائمة على التركيز على احتياجات المستخدم، نجحت الشركة في تحويل رؤى المستقبل إلى حقيقة ملموسة.

من الواضح أن هواوي لم تكتفِ بالمنافسة في سوق الهواتف القابلة للطي، بل قادت التغيير وأعادت صياغة الصناعة بأكملها، مما يعكس رؤية شاملة تضع الابتكار وخدمة المستخدمين في صميم استراتيجياتها.