ميتا تستثمر 10 مليارات دولار لبناء أكبر شبكة كابلات بحرية في العالم

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 30 نوفمبر 2024 02:42 م

شبكة كابلات ألياف بصرية بحرية

شبكة كابلات ألياف بصرية بحرية

تسعى شركة ميتا لتحقيق قفزة نوعية في مجال البنية التحتية الرقمية من خلال مشروع ضخم يهدف إلى بناء أكبر شبكة كابلات بحرية في العالم. 

هذا المشروع الطموح يتضمن إنشاء شبكة ألياف بصرية تمتد على مدار الكرة الأرضية، مع تخصيصها بالكامل لاستخدامات ميتا الخاصة، مما يضمن لها السيطرة الكاملة على تدفق البيانات عبر شبكتها العالمية.

تكلفة ضخمة وطموحات عالمية

من المتوقع أن يصل إجمالي تكلفة المشروع إلى 10 مليارات دولار، ما يعكس حجم الطموح الذي تسعى ميتا لتحقيقه، وفقًا لتقرير نشره موقع "تك كرانش" التقني، فإن الشبكة ستكون بطول يزيد عن 40 ألف كيلومتر، مما يجعلها الأكبر من نوعها في العالم. 

وتهدف ميتا من خلال هذا المشروع إلى تحسين البنية التحتية الرقمية لخدمتها ومنتجاتها، مما يعزز قدرتها على نقل البيانات بشكل أسرع وأكثر أمانًا.

واحدة من أبرز مميزات الشبكة الجديدة هي تصميمها الذي يبتعد عن المناطق التي تشهد توترات جيوسياسية والتي تمثل تهديدات على سلامة الكابلات البحرية. 

ستتجنب الشبكة المرور عبر مناطق مثل البحر الأحمر، وبحر الصين الجنوبي، ومضيق ملقا، وسنغافورة، وهي مناطق شهدت في الماضي حوادث تخريب لخطوط الكابلات البحرية، هذا القرار يعكس رغبة ميتا في ضمان أمان واستقرار شبكتها الرقمية بعيدة عن التأثيرات الجيوسياسية غير المستقرة.

يتميز المشروع بأنه سيعطي شركة ميتا السيطرة الكاملة على شبكة الكابلات، وهو ما سيمنحها مزايا عدة من بينها القدرة على توجيه حركة البيانات عبر شبكتها كما تشاء. 

هذه الخطوة مشابهة لإستراتيجية شركة جوجل، التي تمتلك أيضًا عددًا من مسارات الكابلات البحرية الخاصة بها، وقد استثمرت في 33 شبكة بحرية أخرى، هذا التحكم الكامل سيمكن ميتا من تحسين كفاءة عملياتها، وبالتالي تقديم خدمات أفضل للمستخدمين.

بتكلفة ضخمة.. ميتا تخطط لبناء أكبر شبكة كابلات بحرية في العالم

 

وفقًا للخبير في مجال الكابلات البحرية سونييل تاجاري، فإن هذا المشروع الذي يُطلق عليه اسم "دبليو W" – نسبة إلى الشكل الذي سيتخذه مسار الكابلات – قد يتطلب ما بين 5 إلى 10 سنوات لإتمامه. 

في البداية، ميتا ما زالت في مراحل التخطيط الأولية، ومن المتوقع أن تعلن عن المزيد من التفاصيل في عام 2025، بما في ذلك السعة المتوقعة والكابلات التي ستعتمد عليها.

المعلومات الأولية تشير إلى أن الشبكة الجديدة ستبدأ من الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مرورًا بنقاط اتصال في الهند، وجنوب إفريقيا، وأستراليا، قبل العودة إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، هذه الدائرة الواسعة تهدف إلى تجنب المناطق التي تشهد موجات متكررة من عمليات قطع الكابلات البحرية. 

كما أن التصميم يأخذ في الحسبان أحدث التهديدات التي تواجه كابلات البحر، بما في ذلك استخدام شبكات سرية من السفن لإصلاح الأعطال.

من خلال هذا المشروع الضخم، تسعى ميتا إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية الخاصة بها بما يتناسب مع احتياجاتها المستقبلية، من خلال السيطرة على شبكة الكابلات الخاصة بها، ستكون الشركة قادرة على تحقيق قدر أكبر من الكفاءة والأمان في عملياتها الرقمية. 

كما أن هذا سيمكنها من تحسين أداء خدماتها التي تعتمد على الإنترنت، مثل منصات التواصل الاجتماعي والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تسريع تدفق البيانات بين الخوادم والخدمات السحابية الخاصة بها.

يعد هذا المشروع خطوة استراتيجية بعيدة المدى، حيث تسعى ميتا لتعزيز وجودها في مجال البنية التحتية الرقمية والحفاظ على تفوقها التكنولوجي. 

وبفضل هذا المشروع، ستكون ميتا قادرة على تحسين خدماتها وتحقيق مزيد من التحكم في كيفية انتقال البيانات عبر شبكة الإنترنت العالمية، مما سيعزز من قدرتها التنافسية في عصر يعتمد بشكل متزايد على البيانات السريعة والآمنة.

في الختام، يعد هذا المشروع بداية عهد جديد في صناعة التكنولوجيا، حيث تسعى ميتا إلى التأكد من أن جميع خدماتها تعتمد على بنية تحتية خاصة بها، وهو ما سيمنحها مزيدًا من الاستقلالية والقدرة على التأقلم مع التغيرات المستمرة في مجال التكنولوجيا.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top