هواوي تطلق “HarmonyOS Next” نظام تشغيل جديد يختلف جذريًا عن أندرويد

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 11:52 ص

HarmonyOS Next

HarmonyOS Next

في عالم أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة الذي تهيمن عليه شركتا جوجل وآبل، تسعى هواوي لإحداث تغيير جذري عبر نظام تشغيلها الجديد "HarmonyOS Next". 

يمثل هذا الإصدار تطورًا كبيرًا في رؤية هواوي لأنظمة التشغيل، حيث ينفصل تمامًا عن أندرويد ليصبح نظامًا مستقلًا بخصائص فريدة تجعله منافسًا جادًا في سوق التقنية العالمية.

رحلة الاستقلال عن أندرويد

بدأ نظام HarmonyOS كحل يعتمد على الكود المفتوح المصدر لأندرويد، ما سمح لهواوي بالانتقال السلس من نظام جوجل بعد فرض القيود الأمريكية على الشركة، ولكن مع مرور الوقت، تطورت بنية النظام لتصبح مستقلة بالكامل، مستندة إلى مشروع OpenHarmony المفتوح المصدر.

على عكس الإصدارات السابقة، يتميز نظام HarmonyOS Next بطبيعته المغلقة، المشابهة لنظام iOS من آبل، حيث يقتصر تشغيله على أجهزة هواوي فقط، ما يعزز التكامل بين البرمجيات والأجهزة، ومع وجود متجر يضم أكثر من 15,000 تطبيق أصلي، تسعى هواوي إلى زيادة هذا العدد بسرعة لتلبية احتياجات المستخدمين.

ما الذي يميز HarmonyOS Next عن أندرويد؟

1- بنية النواة: ثورة تقنية

يمثل الفرق بين بنية النواة لكل من النظامين نقطة فارقة، يعتمد أندرويد على بنية Monolithic Kernel المبنية على نواة لينكس، حيث تُدمج جميع الوظائف الأساسية للنظام في نواة واحدة، ورغم قوة هذه البنية، إلا أنها تجعل النظام أكثر عرضة لتعطل شامل في حالة حدوث خطأ في أحد مكوناته.

على الجانب الآخر، يعتمد HarmonyOS Next على بنية Microkernel، التي تتميز بخفة الوزن وعزل الوظائف الأساسية عن باقي النظام، يتيح هذا التصميم أداءً أكثر كفاءة وأمانًا، حيث يعمل كل مكون بشكل مستقل، مما يقلل من تأثير الأخطاء ويعزز الاستقرار.

كما صُمم النظام ليعمل بتكامل سلس بين الأجهزة المختلفة، من الهواتف الذكية إلى الأجهزة المنزلية الذكية، مما يجعله متفوقًا في مجال التعاون عبر الأجهزة.

2- منظومة التطبيقات: تحدٍ جديد للمطورين

بينما يمتلك أندرويد أكبر منظومة تطبيقات في العالم، مع أكثر من 3 ملايين تطبيق متاح في متجر جوجل بلاي، يركز HarmonyOS Next على بناء منظومة تطبيقات خاصة به. 

وعلى عكس الإصدارات السابقة، لا يدعم النظام الجديد تطبيقات أندرويد بصيغة APK، مما يدفع المطورين لتطوير تطبيقات أصلية باستخدام لغات مثل ArkTS، المخصصة للنظام.

ورغم أن منظومة تطبيقات هواوي لا تزال صغيرة نسبيًا، فإن الشركة توفر أدوات متقدمة مثل Ark Compiler لتسريع تطوير التطبيقات، ما يجعلها أكثر جاذبية للمطورين.

3- طبيعة النظام: الانفتاح مقابل الانغلاق

يعتمد أندرويد على كونه نظامًا مفتوح المصدر، مما يتيح للشركات المصنعة والمطورين تخصيصه وتعديله، ومع ذلك، فإن هذا الانفتاح يؤدي إلى تفاوت كبير في تجربة المستخدم بين الأجهزة المختلفة.

بالمقابل، اختارت هواوي نهجًا مغلقًا يشبه نظام iOS، حيث تتحكم بالكامل في بنية النظام وتحديثاته، مما يضمن تجربة موحدة وأكثر استقرارًا لجميع المستخدمين.

4- الأداء والكفاءة

يواجه أندرويد تحديات في تحقيق الأداء المتسق عبر جميع الأجهزة، خاصةً تلك ذات المواصفات المنخفضة، لكن بفضل تصميمه الذكي لإدارة الموارد، يوفر HarmonyOS Next أداءً أسرع بنسبة تصل إلى 30% مع استهلاك أقل للطاقة بنسبة 20%، تسهم هذه التحسينات في إطالة عمر البطارية وتحسين تجربة المستخدم، حتى على الأجهزة متوسطة الإمكانيات.

5- رؤية مستقبلية أوسع

في حين يركز أندرويد على التوسع في مجالات مثل الأجهزة القابلة للارتداء والسيارات الذكية، تهدف هواوي إلى تطبيق تقنيات HarmonyOS Next في قطاعات جديدة مثل الأتمتة الصناعية وإدارة الطاقة. ويعكس هذا التوجه رغبة الشركة في تجاوز حدود الأجهزة المحمولة لتقديم حلول متكاملة في عصر إنترنت الأشياء.

رغم الإمكانيات الكبيرة التي يقدمها HarmonyOS Next، إلا أن النظام يواجه تحديات حاسمة، أبرزها هو بناء منظومة تطبيقات غنية بما يكفي لجذب المستخدمين والمطورين، خاصةً مع غياب توافقه مع تطبيقات أندرويد.

من جهة أخرى، قد يكون النهج المغلق للنظام ميزة تجذب المستخدمين الباحثين عن تجربة أكثر استقرارًا وأمانًا، لكنه قد يقلل من خيارات التخصيص التي يفضلها بعض المستخدمين.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top