ثورة المحتوى على لينكدإن.. الذكاء الاصطناعي يكتب أكثر من نصف المنشورات

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 02:38 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

شهدت منصة لينكدإن، الرائدة في التواصل المهني، تغيرًا كبيرًا في طبيعة المحتوى المتداول عليها، حيث كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 54% من المنشورات الطويلة باللغة الإنجليزية على المنصة كُتبت باستخدام الذكاء الاصطناعي، إما بشكل كامل أو جزئي. 

هذا التحول يعكس دور الذكاء الاصطناعي المتزايد في تشكيل المحتوى الرقمي ومساهمته في تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع المنصات الرقمية.

توسع استخدام الذكاء الاصطناعي على لينكدإن

مع زيادة انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبحت منصات التواصل المهني مثل لينكدإن ميدانًا لهذه التقنيات، خاصة بعد أن وفرت المنصة أدوات كتابة متقدمة ضمن خدمات LinkedIn Premium، هذه الأدوات تمنح المستخدمين القدرة على صياغة محتوى احترافي بسرعة، سواء من خلال تعديل منشوراتهم أو كتابة رسائلهم وملفاتهم الشخصية.

أظهرت تحليلات شركة Originality AI أن محتوى الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على محاكاة النصوص التي يكتبها خبراء الصناعة، ما يجعل التمييز بين النصوص البشرية والآلية تحديًا كبيرًا. 

الدراسة شملت تحليل 8795 منشورًا على لينكدإن نُشرت بين يناير 2018 وأكتوبر 2024، وأظهرت أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ارتفع بشكل حاد منذ إطلاق ChatGPT في أوائل 2023، حيث شهدت المنشورات المكتوبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي زيادة بنسبة 189%.

ورغم الانتشار المتزايد لاستخدام أدوات الكتابة الآلية، أكدت لينكدإن أنها لا تراقب عدد المنشورات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ومع ذلك، أوضح آدم فالكييتش، رئيس قسم مراقبة خلاصات الأخبار في لينكدإن، أن المنصة تعتمد على أنظمة قوية لرصد المحتوى المكرر أو ضعيف الجودة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة داعمة لتحفيز الإبداع وتجاوز العقبات المرتبطة بكتابة المسودات الأولية.

دراسة: أكثر من نصف المحتوى المتداول عبر لينكدإن كتبه الذكاء الاصطناعي 

وأضاف فالكييتش أن القيمة الحقيقية للمحتوى تكمن في الأفكار الأصيلة التي يقدمها المستخدمون، مؤكدًا على أهمية هذه الأفكار في إثراء المناقشات عبر المنصة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت لينكدإن أكثر من مجرد منصة للبحث عن الوظائف والتواصل المهني، إذ تحولت إلى وجهة رئيسية للمؤثرين، خاصة من جيل الشباب، ومع هذا التحول، ازدادت الحاجة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحضور الرقمي وبناء العلامة الشخصية للمستخدمين.

بدلًا من كتابة محتوى أصلي، يلجأ بعض المستخدمين إلى شراء تعليقات ومشاركات مكتوبة مسبقًا أو استخدام أدوات الكتابة الآلية لإنتاج محتوى احترافي، بينما يعتمد آخرون على أدوات مثل ChatGPT أو Claude للحصول على مسودات أولية ثم تحريرها وتخصيصها بما يناسب أهدافهم.

أسباب الإقبال على الذكاء الاصطناعي في الكتابة
يوفر الذكاء الاصطناعي ميزات عديدة مثل تقليل الوقت والجهد اللازمين لكتابة المحتوى وتحسين جودته، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمحترفين وأصحاب الأعمال، كما يُعد أداة فعّالة لغير الناطقين بالإنجليزية لصقل كتاباتهم وتجنب الأخطاء اللغوية.

رغم مزاياه، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى مخاوف بشأن فقدان الأصالة والطابع الشخصي للمحتوى، كما أن المحتوى المكرر أو المزيف يشكل تهديدًا لمصداقية المعلومات المتداولة على المنصة، علاوة على ذلك، يبرز جدل أخلاقي حول ملكية النصوص المُنتجة بالذكاء الاصطناعي والمسؤولية عن المحتوى غير الصحيح أو المضلل.

في ظل تصاعد دور الذكاء الاصطناعي على منصات مثل لينكدإن، يظل السؤال الأساسي: هل يهدد الذكاء الاصطناعي المحتوى الأصيل؟ الإجابة ليست حاسمة، فبينما يعتمد بعض المستخدمين بشكل كامل على أدوات الذكاء الاصطناعي، يفضل آخرون استخدامها كوسيلة مساعدة لتحسين جودة النصوص وتوفير الوقت.

يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيظل جزءًا لا يتجزأ من تطور المحتوى الرقمي، خاصة مع تطور أدواته، لكن النجاح الحقيقي سيظل مرتبطًا بالمستخدمين الذين يضيفون لمساتهم الإبداعية وأفكارهم الأصيلة إلى هذا المحتوى.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top