آبل تطور كاميرات أمنية ذكية تكشف الهوية دون الحاجة لرؤية الوجوه بدقة

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 06 ديسمبر 2024 10:21 ص

كاميرات أمنية ذكية

كاميرات أمنية ذكية

تستعد شركة آبل لإطلاق منتج جديد قد يُحدث نقلة نوعية في مجال أمن المنازل، وذلك من خلال تطوير كاميرا أمان منزلية ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. 

ومن المتوقع أن يتم طرح هذه الكاميرا في الأسواق في عام 2026، حيث تتطلع آبل لتحقيق مبيعات تتجاوز 10 ملايين وحدة سنويًا، لكن ما يميز هذه الكاميرا هو قدرتها على تحديد هوية الأشخاص دون الحاجة لرؤية وجوههم بوضوح، وهو ما يعتبر تطورًا جديدًا في تقنيات الأمان الشخصي والمنزلي.

كيف تعمل تقنية تحديد الهوية باستخدام خصائص الجسم؟

السر وراء هذه الكاميرا يكمن في براءة الاختراع التي حصلت عليها آبل في نوفمبر 2024، وهي تتعلق بتقنية مبتكرة تسمح لكاميرات المراقبة بتحديد الهوية بناءً على خصائص الجسم المرتبطة بالوجه، فبدلاً من الاعتماد على ملامح الوجه فقط، ترتبط هذه التقنية بخصائص جسدية أخرى مثل شكل الجسم، الطول، طريقة المشي، الملابس، والإيماءات، مما يتيح تحديد الهوية حتى في الحالات التي يكون فيها الوجه غير مرئي أو مشوش.

تعتمد هذه التقنية على إنشاء بصمة جسدية فريدة لكل شخص، فعندما يتم التعرف على الشخص في مقطع فيديو، يتم تحليل ملامحه الجسدية الأخرى مثل طريقة مشيه، والملابس التي يرتديها، وحتى حركاته البدنية، ثم تُخزن هذه المعلومات في قاعدة بيانات، وفي حال كانت جودة الصورة غير واضحة في المستقبل أو كانت الإضاءة غير كافية، يمكن للنظام استخدام البصمة الجسدية للمقارنة مع السجلات الموجودة، مما يسمح بتحديد هوية الشخص بسرعة ودقة عالية. 

وتؤكد براءة الاختراع أن هذه البيانات ستُخزن لفترة زمنية محدودة لضمان الحفاظ على الخصوصية.

من خلال هذه التكنولوجيا، يمكن تطبيق كاميرات آبل الأمنية في العديد من الأماكن المختلفة مثل المنازل، المكاتب، المستودعات، وأماكن عامة كالمتنزهات ومواقف السيارات، وهذا سيفتح المجال لتحسين الأمن في مناطق مختلفة من خلال تحديد الأشخاص بدقة حتى في ظروف الإضاءة غير المثالية أو عندما يكون الشخص يرتدي قناعًا أو أي شيء يغطي وجهه.

بالإضافة إلى ذلك، هذه التقنية ستسهم في تحسين إدارة الموارد في الأماكن العامة، حيث ستتمكن الأنظمة الأمنية من تمييز الأشخاص المسموح لهم بالوجود في منطقة معينة وتحديد الأفراد غير المصرح لهم في الوقت الفعلي.

هل يمكن للكاميرات الأمنية أن تكشف هويتنا دون أن ترى وجوهنا؟

التطورات في الذكاء الاصطناعي في كاميرات الأمان

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في كاميرات الأمان الذكية، حيث أصبحت هذه الكاميرات قادرة على اكتشاف الأشخاص وتمييزهم بين أفراد العائلة والغرباء، لكن مع تقنية آبل الجديدة، يبدو أن الشركة تسعى لتجاوز هذه القدرات التقليدية وتقديم نظام أكثر ذكاءً قادرًا على تحديد هوية الأشخاص حتى في الظروف غير المثالية.

لكن آبل ستواجه منافسة شديدة من شركات كبيرة مثل أمازون وجوجل، اللتين تطوران كاميرات أمان ذكية متكاملة مع منصات المنزل الذكي الخاصة بهما، كلا من هاتين الشركتين تعملان أيضًا على تعزيز تقنيات الكاميرات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتيح لها فهم البيئة المحيطة بشكل أفضل.

كاميرات آبل الذكية ستكون جزءًا من منظومتها المتكاملة في مجال الأجهزة المنزلية الذكية، إذ يمكن للمستخدمين دمج هذه الكاميرات مع أجهزة أخرى مثل HomePod وApple TV للحصول على تجربة مراقبة منزلية متكاملة، حيث ستتيح هذه الأجهزة العمل بشكل متكامل عبر تقنيات مثل Apple Intelligence، مما يسهل التحكم في الإشعارات وتنظيم النظام الأمني داخل المنزل بشكل فعال.

في الوقت نفسه، تعمل آبل حاليًا على تطوير نظام تشغيل جديد للأجهزة المنزلية باسم homeOS، الذي سيتيح للمستخدمين إدارة جميع أجهزتهم المنزلية الذكية بسلاسة أكبر.

ووفقًا لتقرير بلومبرغ، فإن هذا النظام سيركز على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم من خلال أدوات مراقبة وأدوات تحكم مخصصة للأجهزة المنزلية الذكية.

من خلال إضافة هذه التكنولوجيا، سيحدث تحول كبير في طريقة استخدام كاميرات الأمان داخل المنازل والمنشآت المختلفة، ستصبح كاميرات الأمان أكثر ذكاءً و أكثر قدرة على التعرف على الأفراد بشكل دقيق حتى في ظروف غير مثالية، مما يزيد من مستوى الأمان الشخصي. 

كما أن دخول آبل في هذا المجال سيجعل الشركات الأخرى تسعى لتطوير منتجات مماثلة، مما يساهم في زيادة الوعي بأهمية الحلول الذكية في تأمين المنازل والحفاظ على الخصوصية في الوقت ذاته.

ختامًا، تعتبر كاميرا آبل الأمنية الجديدة خطوة هامة نحو مستقبل أكثر أمانًا وراحة، ومن المتوقع أن تشهد هذه التقنية تطورات كبيرة في السنوات القادمة، مما سيؤثر بشكل كبير على أسواق الأمن الذكي.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top