ناسا تؤجل مهمة "أرتميس 2" المأهولة إلى القمر حتى عام 2026

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 08 ديسمبر 2024 10:02 ص

ناسا

ناسا

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تأجيل إطلاق مهمة "أرتميس 2" المأهولة إلى القمر حتى أبريل 2026، وهو التأجيل الثاني الذي يواجه برنامج العودة إلى القمر هذا العام. 

جاء هذا القرار عقب اكتشاف مشكلات تقنية في الدرع الحراري لمركبة "أوريون" الفضائية، ما دفع الوكالة إلى إعادة تقييم جاهزية النظام بأكمله لضمان سلامة رواد الفضاء.

التحدي التقني

خلال الرحلة التجريبية غير المأهولة "أرتميس 1"، التي انطلقت في أواخر عام 2022، لاحظت فرق المهندسين تآكلًا غير متوقع في المواد العازلة للدرع الحراري لمركبة "أوريون". 

ورغم أن درجات الحرارة داخل الكبسولة ظلت ضمن المستويات الآمنة طوال الاختبار، فإن هذا التآكل أثار مخاوف تتعلق بسلامة الطاقم في المهام المستقبلية.

وقال مسؤولو ناسا إن الوكالة قررت عدم المجازفة بمهمة مأهولة قبل معالجة هذه المشكلات بالكامل. وأكدت ناسا أن سلامة رواد الفضاء تأتي في المقام الأول، مضيفة أن الوقت الإضافي سيُستغل لتطوير تقنيات أكثر كفاءة وإجراء اختبارات مكثفة على مكونات المركبة.

علق رائد الفضاء ريد وايزمن، قائد مهمة "أرتميس 2"، على قرار التأجيل قائلاً: "ندرك أهمية ضمان أعلى مستويات السلامة في رحلات الفضاء المأهولة. ندعم قرار ناسا الذي يضع سلامة الطاقم فوق أي اعتبار آخر."

إلى جانبه، يضم طاقم "أرتميس 2" كلًا من:

  • فيكتور جلوفر، رائد الفضاء التابع لناسا.
  • كريستينا كوخ، التي ستصبح واحدة من أوائل النساء المشاركات في هذه المهمات التاريخية.
  • جيريمي هانسن، رائد الفضاء من وكالة الفضاء الكندية (CSA).

تُعد "أرتميس 2" الخطوة التمهيدية للمهمة التالية "أرتميس 3"، التي ستشهد أول هبوط بشري على القطب الجنوبي للقمر منذ أكثر من نصف قرن. تهدف مهمة "أرتميس 2"، التي ستستغرق عشرة أيام، إلى الدوران حول القمر دون الهبوط عليه، وسيقوم الطاقم بتقييم الأنظمة الحيوية والكهربائية والحرارية للمركبة أثناء التحليق القمري، مما يمهد الطريق لمهمات أكثر تعقيدًا في المستقبل.

يُعد برنامج "أرتميس" جزءًا من الجهود المستمرة لاستعادة الوجود البشري على سطح القمر. ومنذ مهمة "أبولو 17" في عام 1972، لم يتم إرسال أي مهمة مأهولة إلى القمر، ما يجعل هذا البرنامج طموحًا للغاية.

إلى جانب الدوران حول القمر، تسعى "أرتميس 3"، المقررة منتصف عام 2027، إلى تحقيق أول هبوط بشري على القطب الجنوبي للقمر، ويُتوقع أن تكون هذه المنطقة غنية بالموارد، بما في ذلك المياه المتجمدة، التي يمكن استخدامها لدعم وجود بشري طويل الأمد على القمر ولتطوير تقنيات لاستكشاف الكواكب الأخرى، مثل المريخ.

رغم التأجيلات، أكدت ناسا أن الجدول الزمني لمهام برنامج "أرتميس" لن يؤثر على الأهداف البعيدة المدى للبرنامج. ستواصل الوكالة العمل مع شركائها الدوليين، بما في ذلك وكالات الفضاء الأوروبية والكندية واليابانية، لضمان تحقيق هذه الأهداف الطموحة.

وأضافت ناسا أنها ستستفيد من هذا التأجيل لتطوير التقنيات اللازمة ليس فقط للمهمات القمرية، بل أيضًا للاستعداد لمهام مأهولة إلى المريخ في العقد المقبل.

تمثل مهمة "أرتميس 2" مرحلة مهمة في استعادة البشر لوجودهم على القمر، ورغم التحديات التقنية والتأجيلات، فإن التزام ناسا بالسلامة والجودة يعكس نهجًا مسؤولًا في تنفيذ هذه المهمات المعقدة. ينتظر العالم بفارغ الصبر اللحظة التي يشهد فيها عودة الإنسان إلى سطح القمر، واضعًا الأساس لاستكشاف أعمق للمجرات.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top