الخميس، 24 أبريل 2025

07:30 ص

tru

زيادة استخدام طلاب المدارس لروبوت ChatGPT وتأثيره على مستقبل التعليم

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في الآونة الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، أبرز هذه الأدوات هو روبوت ChatGPT الذي شهد استخدامًا متزايدًا بين الطلاب، وخاصة المراهقين. 

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مركز بيو للأبحاث، تضاعف استخدام روبوت ChatGPT للمساعدة في المهام المدرسية في الولايات المتحدة من 13% في عام 2023 إلى 26% في عام 2024، هذه الزيادة السريعة تُشير إلى تحول حقيقي في طريقة تعامل الطلاب مع أدوات التعلم الحديثة.

روبوت ChatGPT

تظهر البيانات أن طلاب المرحلة الثانوية، خصوصًا المتقدمين في دراستهم، هم المحرك الرئيسي لهذه التغيرات، ففي دراسة أجريت حديثًا، تبين أن 31% من طلاب المرحلة الثانوية يستخدمون روبوت ChatGPT بانتظام، مقارنة بـ 20% من طلاب المرحلة الإعدادية، يتزايد هذا الاستخدام مع تزايد تعقيد المهام الدراسية، حيث يبحث الطلاب عن أدوات فعالة تساعدهم على التعامل مع الضغوط الأكاديمية.

لا تقتصر زيادة الاعتماد على هذه الأدوات على الفئة العمرية فقط، بل تشمل أيضًا زيادة الوعي، حيث أصبح 79% من المراهقين الآن يعرفون روبوت ChatGPT جيدًا، مقارنة بـ 67% فقط العام الماضي، وفي حين أن 32% من الطلاب يقولون إنهم يفهمون أداة ChatGPT بشكل عميق، كانت النسبة 23% فقط في العام الماضي.

كيف يتعامل المراهقون مع روبوت ChatGPT في دراستهم؟

على الرغم من الاستخدام المتزايد، إلا أن المراهقين لا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي كحل سحري لجميع مشكلاتهم الدراسية. بل، أظهرت الأبحاث أنهم يتعاملون مع هذه الأدوات بوعي ونضج. 

في مجال البحث، يعتقد 54% من الطلاب أن ChatGPT أداة فعالة لاكتشاف مواضيع جديدة، ولكن، عندما يتعلق الأمر باستخدام الأداة في كتابة المقالات، يدعم 18% فقط من الطلاب استخدامها لهذا الغرض، بينما يعارض 42% ذلك تمامًا.

كما أظهر التقرير أن الطلاب يرون استخدام ChatGPT في مادة الرياضيات مقبولًا بنسبة 29%، مما يشير إلى تباين واضح في مدى تقبلهم لاستخدامه في مختلف الموضوعات، هذا التنوع في الآراء يعكس تطورًا في كيفية استخدام هذه الأداة: ليس كأداة أساسية، بل كداعم يساعد في توسيع فهمهم لمواضيع محددة.

التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

على الرغم من الفوائد التي يمكن أن يقدمها ChatGPT في تسهيل أداء المهام الدراسية، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا من تأثيره على مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب. 

أظهرت دراسة حديثة أن الطلاب الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لأداء الواجبات المدرسية قد يجدون صعوبة في تطوير المهارات العقلية الضرورية مثل التفكير النقدي والتحليلي. 

يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاوت بين القدرة على إتمام المهام الدراسية وفهم المحتوى بشكل عميق. بمعنى آخر، قد يُنجز الطالب الواجبات بنجاح، لكنه قد لا يكون قد استوعب المفاهيم الأساسية التي تقف وراء تلك المهام.

دور المعلمين في العصر الرقمي

إن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في التعليم لا يعني أن دور المعلم قد أصبح غير ذي أهمية، بل، على العكس من ذلك، يُشكل تحديًا جديدًا في كيفية إرشاد الطلاب لاستخدام هذه الأدوات بذكاء وفعالية، يجب على المعلمين تصميم مناهج تعليمية تراعي دمج الذكاء الاصطناعي دون أن يحل محل التفكير النقدي والاستقلال الفكري.

من أهم الأدوار التي يجب على المعلمين اتباعها هي تعليم الطلاب متى يكون من الأنسب استخدام ChatGPT كمساعد في البحث أو التعلم، ومتى يجب عليهم الاعتماد على مهاراتهم الذاتية، يجب أن تتضمن المناهج التعليمية مهامًا متكاملة مع الذكاء الاصطناعي، مما يساعد الطلاب على الاستفادة منه دون أن يصبح أداة تؤدي إلى تراجع مستوى تفكيرهم.

في النهاية، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، يبرز سؤال مهم: كيف يمكن للمعلمين الحفاظ على توازن بين استخدام التكنولوجيا وتعزيز التفكير النقدي؟ هذه الأسئلة يجب أن تكون محور التفكير في المرحلة القادمة لضمان أن التكنولوجيا لن تؤثر سلبًا على الأسس التي يقوم عليها التعليم.

زيادة استخدام الطلاب لروبوت ChatGPT كأداة تعليمية تمثل فرصة ذهبية لتحديث المناهج التعليمية، لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات جديدة، مثل تأثيرها على مهارات التفكير النقدي، من خلال التعليم الذكي، يمكننا استثمار هذه التكنولوجيا بالشكل الأمثل، مما يعود بالنفع على العملية التعليمية بشكل عام.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

search

أكثر الكلمات انتشاراً