الخميس، 24 أبريل 2025

09:54 ص

tru

دراسة تكشف استخدام الطلاب لروبوتات الدردشة كوسيلة للدعم العاطفي في ظل الوحدة

روبوتات الدردشة

روبوتات الدردشة

ياسين عبد العزيز

A A

أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة International Journal of Human Computer Studies أن بعض الطلاب يلجأون إلى روبوتات الدردشة الذكية بحثًا عن الدعم العاطفي، خاصة في ظل تصاعد مستويات الشعور بالوحدة لديهم. 

أشارت الدراسة إلى أن هذه الروبوتات أصبحت أداة شائعة للمراهقين الذين يفتقرون إلى الدعم الاجتماعي التقليدي، في محاولة للتواصل وتخفيف شعور العزلة.

روبوتات الدردشة 

أُجريت الدراسة على عينة مكونة من 1,599 طالبًا من 15 مدرسة في الدنمارك، وقد استخدم الباحثون أساليب بحثية متنوعة تشمل المقابلات الكمية والنوعية لفهم دوافع الطلاب لاستخدام هذه الروبوتات. كان الهدف من البحث هو تسليط الضوء على الأسباب التي تدفع الطلاب للتفاعل مع روبوتات الدردشة وتحديد مدى شيوع هذه الظاهرة في أوساطهم، بالإضافة إلى علاقة هذا التفاعل مع الشعور بالوحدة ونقص الدعم الاجتماعي.

وفقًا لنتائج الدراسة، أفاد 14.6% من الطلاب أنهم يتفاعلون مع روبوتات الدردشة في محادثات شبيهة بالصداقة، رغم أن الغالبية العظمى من هذه المحادثات كانت لأغراض وظيفية أو بحثية. 

أما بالنسبة للتفاعلات العاطفية والاجتماعية، فقد أشار 2.4% فقط من المشاركين إلى أنهم يستخدمون الروبوتات كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم الشخصية أو لمناقشة قضايا عاطفية.

تشير هذه الأرقام إلى أن الاستخدام العاطفي لروبوتات الدردشة لا يزال محدودًا في الوقت الحالي، ولا يمكن التنبؤ بتطور هذا الاتجاه بناءً على البيانات المتوفرة. 

ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضًا أن الطلاب الذين يلجأون إلى الروبوتات للدعم العاطفي كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة وأقل تلقيًا للدعم الاجتماعي من أقرانهم، هذه النتائج تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الروبوتات تشكل سببًا لزيادة الشعور بالوحدة لدى الطلاب أو إذا كانت مجرد أداة للطلاب الذين يعانون من نقص الدعم الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن الطلاب الذين يواجهون مشاعر الغضب أو الحزن أو العزلة يميلون إلى استخدام روبوتات الدردشة كآلية للتأقلم مع حالتهم النفسية، هذه الروبوتات تمنحهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم في بيئة غير محكمة، ما يجعلها خيارًا جذابًا للأشخاص الذين يواجهون تحديات اجتماعية أو نفسية.

ومع أن الدراسة سلطت الضوء على هذه الظاهرة، إلا أن الباحثين أقروا بوجود بعض القيود التي قد تؤثر على النتائج، فقد أشاروا إلى أن البيانات المعتمدة على المشاركات الذاتية قد تحتوي على تحامل أو تحيز، كما أن مفهوم "المحادثة الودية" مع الروبوتات لم يُعرف بشكل دقيق في الدراسة، مما قد يؤثر على تفسير النتائج.

دعت الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الكامنة وراء استخدام الطلاب لروبوتات الدردشة في أوقات الشعور بالوحدة وكيفية تأثير هذا الاتجاه على صحتهم النفسية والاجتماعية. 

يرى الباحثون أن هذه الدراسات قد تساعد في تحديد ما إذا كان هذا النوع من التفاعل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أو سلبي على الطلاب في المستقبل.

هذا الاتجاه في استخدام التقنيات الحديثة للحصول على الدعم العاطفي يعكس تحولًا في كيفية تعامل الأجيال الشابة مع مشاعرهم الشخصية، ويطرح تساؤلات هامة حول دور الذكاء الاصطناعي في معالجة القضايا النفسية والاجتماعية.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

search

أكثر الكلمات انتشاراً