الخميس، 24 أبريل 2025

07:35 ص

tru

ثورة وكلاء الذكاء الاصطناعي تهدد مستقبل الإنترنت التقليدي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

بدأت ملامح تحول جذري في عالم الإنترنت تلوح في الأفق مع صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي، الذين قد يعيدون رسم المشهد الرقمي بالكامل، ما يهدد هيمنة الشركات الكبرى على تدفق المعلومات والخدمات الإلكترونية، هذه التكنولوجيا المتطورة تعد بتغيير الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع الإنترنت، ما قد يؤدي إلى تراجع دور محركات البحث والتطبيقات التقليدية لصالح وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين قادرين على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين.

ثورة رقمية تغير قواعد اللعبة

لطالما اعتمد المستخدمون على الإنترنت كمصدر رئيسي للحصول على المعلومات وإجراء عمليات البحث وحجز الخدمات المختلفة، لكن ذلك قد يتغير مع تقدم وكلاء الذكاء الاصطناعي، هذه البرمجيات الذكية يمكنها فهم احتياجات المستخدمين والتصرف بناءً عليها دون الحاجة إلى تدخل مباشر، ما قد يقلل من أهمية تصفح المواقع أو استخدام التطبيقات التقليدية.

في تقرير حديث أصدرته شركة "بيرنشتاين"، أشار المحللان مارك شموليك ونيخيل ديفناني إلى أن هذه التقنية قد تؤدي إلى تراجع دور الإنترنت بالشكل الذي نعرفه اليوم، فمن المتوقع أن يصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي هم الوسطاء الأساسيون بين المستخدمين والمحتوى الرقمي، ما قد يحول المنصات الرقمية الكبرى إلى مجرد مزودين للمعلومات بدلاً من أن تكون الوجهة الأساسية للمستخدمين.

هذا التحول قد يهدد نموذج الأعمال الذي تعتمد عليه شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وميتا وأمازون، والتي تستند أرباحها إلى التحكم في تدفق المعلومات والإعلانات الرقمية، إذا أصبحت وكلاء الذكاء الاصطناعي قادرة على جمع وتحليل وتقديم المعلومات بشكل مباشر، فقد يتسبب ذلك في انخفاض الطلب على الخدمات الإعلانية ومحركات البحث، وهو ما قد يعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي برمته.

تجربة إنترنت بلا بحث تقليدي

لتوضيح الأثر المتوقع، تخيل أنك ترغب في حجز رحلة إلى مدينة معينة، بدلاً من البحث يدويًا عن أفضل الأسعار والمواعيد، سيتولى وكيل الذكاء الاصطناعي العملية بأكملها، بدءًا من مقارنة الأسعار إلى الحجز نيابة عنك بناءً على تفضيلاتك السابقة.

في هذا السياق، يوضح التقرير أن هذا النهج سيؤدي إلى تآكل دور محركات البحث بشكل كبير، حيث لن يحتاج المستخدمون إلى تصفح العديد من المواقع للوصول إلى المعلومات، بل سيعتمدون كليًا على الوكلاء الرقميين، ما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في عدد الزيارات للمواقع التقليدية وتراجع قيمة الإعلانات الرقمية.

التأثير على الشركات الكبرى

مع تزايد الاعتماد على وكلاء الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركات التقنية الكبرى خطر فقدان سيطرتها على سلوك المستخدمين عبر الإنترنت، فمنذ سنوات، تعتمد هذه الشركات على جذب المستخدمين إلى منصاتها المختلفة من خلال استراتيجيات الإعلانات الموجهة، لكن إذا أصبحت وكالات الذكاء الاصطناعي هي الوسيط الأساسي، فسيؤدي ذلك إلى تراجع قيمة هذه الإعلانات وانخفاض الإيرادات.

ولمواجهة هذا التحدي، بدأت الشركات الكبرى في تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي خاصة بها، على سبيل المثال، أطلقت شركة OpenAI وكيلًا ذكيًا يُسمى "Operator"، الذي يستطيع تنفيذ مهام مختلفة، مثل حجز الرحلات وشراء المنتجات. 

كما بدأت جوجل في تطوير مشروع "مارينر"، الذي يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة "Gemini" لجعل تجربة تصفح الإنترنت أكثر ذكاءً وأتمتة.

المستقبل.. هل نحن أمام نهاية الإنترنت التقليدي؟

على الرغم من المزايا التي تقدمها هذه التقنية، إلا أنها تثير مخاوف كبيرة بشأن سيطرة عدد محدود من الشركات على تدفق المعلومات والخدمات، ما قد يؤدي إلى احتكار غير مسبوق للسوق الرقمية، إذا أصبحت هذه الوكلاء هي الوسيلة الأساسية للوصول إلى المعلومات، فسيكون لدى الشركات المطورة لها قوة هائلة في التحكم في المحتوى الذي يصل إلى المستخدمين.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي تراجع دور الإنترنت التقليدي إلى فقدان الشفافية في كيفية تصفية المعلومات وتقديمها، حيث قد تقوم الشركات المالكة للوكلاء الرقميين بتفضيل بعض المصادر على حساب أخرى، وفقًا لمصالحها التجارية.

المشهد الرقمي مقبل على تحول كبير، حيث ستكون السنوات القادمة حاسمة في تحديد من سيسيطر على الجيل الجديد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فهل نشهد بالفعل نهاية الإنترنت بالشكل الذي اعتدنا عليه، أم أن هذه التحولات ستفتح الباب أمام نموذج رقمي أكثر كفاءة وذكاء؟

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

search

أكثر الكلمات انتشاراً