الأربعاء، 23 أبريل 2025

04:03 م

tru

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة لتعلم الرياضيات ويقلل توتر الطلاب

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في ظل التقدم السريع في التكنولوجيا التعليمية، أظهر استطلاع حديث أجرته الجمعية الأمريكية للرياضيات الصناعية والتطبيقية (SIAM) أن أدوات الذكاء الاصطناعي تسهم في تخفيف التوتر والقلق لدى طلاب المرحلة الثانوية عند دراسة مادة الرياضيات، وخصوصًا الفئة العمرية بين 16 و18 عامًا. 

وبيّن الاستطلاع أن 56% من الطلاب يرون أن الذكاء الاصطناعي قدم لهم دعمًا ملموسًا خفف من القلق الملازم لدراسة هذه المادة، ووفّر لهم بيئة تعليمية آمنة خالية من الأحكام المسبقة.

مساعدة فورية

ويعود السبب وراء ذلك إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم تغذية راجعة فورية، وتوضيح مفاهيم معقدة بطريقة مبسطة، وهو ما أكده 61% من الطلاب المشاركين في الاستطلاع، والذين أكدوا أن هذه التكنولوجيا تساعدهم على الفهم دون الحاجة إلى طرح الأسئلة أمام زملائهم، مما يقلل الإحراج ويزيد من ثقتهم بأنفسهم. 

وبهذا، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي ليست فقط أدوات حل، بل منصات تعلم توفر تجربة تعليمية أكثر تخصيصًا وراحة.

رؤية مختلفة

لكن وجهة نظر المعلمين حول فعالية الذكاء الاصطناعي جاءت أقل حماسًا، إذ عبّر 19% فقط من أصل 250 معلمًا عن قناعتهم بأن الذكاء الاصطناعي يخفف من التوتر لدى الطلاب، واعتبر 49% منهم أنه قد يكون مفيدًا في شرح المفاهيم وليس فقط في حل المسائل. 

وبهذا، تظهر فجوة في التقدير بين الطلاب والمعلمين حول الإمكانيات التعليمية لهذه التكنولوجيا، وضرورة التوصل إلى توازن يضمن استخدامها بالشكل الأمثل في العملية التعليمية.

أداة متطورة

مديرة التعليم والتواصل في الجمعية، كارين بليس، أشارت إلى أن تنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي في تعليم الرياضيات كان مفاجئًا، إذ يستخدمه البعض للتحقق من صحة الأجوبة، فيما يستخدمه آخرون لفهم دروس جديدة، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ، لكنه يتطور بسرعة ملحوظة، وإذا ما تم استخدامه مع التفكير النقدي والتحقق من المعلومات، فسيكون أداة قوية تُخفف من الضغوط التي يعاني منها الطلاب، خاصة عند مواجهة مسائل معقدة في الفصل.

تباين في المواقف

ومع انتشار أدوات مثل ChatGPT، ظهرت مواقف متباينة في الأوساط التعليمية، وعبّر 62% من المعلمين المشاركين في استطلاع الجمعية عن رفضهم لتشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة الرياضيات. 

كما أظهرت دراسة أخرى من جامعة هارفارد نتائج مختلطة، إذ أقرّ بعض الطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي للغش، بينما استخدمه آخرون كأداة لبناء خطط تعلم شخصية تعزز الفهم وتطور المهارات.

دور المستقبل

وأشارت منظمات متخصصة في تعليم مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مثل Technovation وGirlstart إلى أن تجاهل الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية سيكون خطأ فادحًا، حيث ترى هذه المنظمات أن الذكاء الاصطناعي يعزز شعور الطلاب بالتمكن والسيطرة، مما ينعكس إيجابًا على حالتهم النفسية وثقتهم بأنفسهم. 

وأوضحت شين وودز، المديرة التنفيذية لمنظمة Girlstart، أن المؤسسة بدأت بالفعل منذ فترة في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن مناهجها، بهدف تدريب الفتيات على استخدام هذه الأدوات لبناء المهارات.

ابتكار وتعليم

أما تارا تشكلوفسكي، المديرة التنفيذية لمنظمة Technovation، فترى أن الطلاب والمعلمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل فعلي في أداء الواجبات، لكن البعض لا يعترف بذلك علنًا، وقد لاحظت أن حظر بعض المدارس لأدوات مثل جوجل جيميني أدى إلى انتقال الطلاب إلى وسائل أخرى، مثل استخدام الهواتف الخاصة للبحث. 

واعتبرت أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُنظر إليه كأداة قوية لتطوير المعرفة وتحفيز الإبداع، لا مجرد وسيلة لتسريع الحلول.

رؤية تعليمية جديدة

مع استمرار تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وازدياد استخدامها في التعليم، تبرز الحاجة إلى تطوير مناهج وأساليب تدريسية تتماشى مع هذا التحول. 

وبينما يرى البعض في الذكاء الاصطناعي تهديدًا لأخلاقيات التعلم، يرى فيه آخرون فرصة ذهبية لإعادة صياغة مفهوم التعليم وتحويل التوتر إلى تحفيز، والخوف من الفشل إلى رغبة في الفهم والتقدم.

search

أكثر الكلمات انتشاراً