الخميس، 24 أبريل 2025

06:24 ص

tru

مايكروسوفت تضغط للانتقال الإجباري نحو أجهزة تدعم TPM 2.0

Windows 11

Windows 11

ياسين عبد العزيز

A A

رغم النمو الملحوظ في انتشار نظام Windows 11 خلال الأشهر الماضية، لا يزال Windows 10 يحتفظ بالنصيب الأكبر من السوق، ووفقًا لإحصائيات Statcounter لشهر مارس 2025، فإن Windows 10 يسيطر على نحو 54.2٪ من الحواسيب المكتبية في العالم، بينما لم يتجاوز Windows 11 نسبة 42.69٪، ويعكس هذا التفاوت استمرار تردد شريحة واسعة من المستخدمين في الانتقال إلى النظام الجديد رغم توفره منذ أكثر من عامين.

ويرتبط هذا التردد أساسًا بمتطلبات العتاد التي فرضتها مايكروسوفت منذ اليوم الأول، وعلى رأسها شرط وجود شريحة TPM 2.0، وهي وحدة أمان مادية غير متوفرة في كثير من الحواسيب القديمة، ويُعد غياب هذه الشريحة سببًا رئيسيًا في رفض الترقية، خاصة لدى المستخدمين الذين لا يرغبون في تغيير أجهزتهم الحالية أو دفع تكاليف إضافية.

تحركات رسمية

وفي خطوة جديدة لإعادة توجيه المستخدمين نحو Windows 11، نشرت مايكروسوفت تدوينة مطوّلة عبر مدونتها الرسمية حاولت من خلالها تسليط الضوء على أهمية دعم شريحة TPM 2.0، وركزت التدوينة على الجوانب الأمنية التي توفرها هذه الشريحة مثل التشفير المتقدم للبيانات، وحماية مكونات النظام من التلاعب، وتفعيل ميزات أمنية متقدمة لا تتوفر في الأنظمة الأقدم، وتضمّنت التدوينة مقارنة غير مباشرة بين Windows 10 وWindows 11 من حيث القوة الأمنية وتجربة الاستخدام اليومية.

ويبدو أن مايكروسوفت تعتمد في هذه المرحلة على توعية المستخدم بمخاطر الاستمرار على نظام قديم بدلًا من تقديم حلول عملية لتقليل القيود، وسبق أن قامت الشركة بحذف بعض الأدلة الرسمية التي كانت تسمح بتثبيت Windows 11 على الأجهزة غير المدعومة، وهو ما يعني تضييق الخيارات على المستخدمين ودفعهم نحو الترقية الكاملة.

نهاية الدعم

ويتزامن هذا الضغط مع اقتراب موعد انتهاء الدعم الرسمي لنظام Windows 10، والمقرر في أكتوبر 2025، وهو الموعد الذي سيجعل النظام أكثر عرضة للثغرات الأمنية بعد توقف التحديثات، ومع تصاعد هذا الخطر، تحاول مايكروسوفت التمهيد التدريجي للانتقال القسري عبر سلسلة من الرسائل الإعلامية والتحديثات البرمجية التي تروّج لأهمية TPM 2.0 بشكل متكرر.

ويُتوقّع أن تكثف الشركة خلال الأشهر القادمة من حملاتها لتشجيع المستخدمين على ترقية أجهزتهم أو استبدالها بأخرى تدعم متطلبات النظام الجديد، وذلك عبر صفحات الدعم الرسمية وعروض الشراء المخفضة التي قد تُطرح بالتزامن مع انتهاء دعم Windows 10.

ضغوط تقنية

وفي الوقت الذي ما زال فيه ملايين المستخدمين حول العالم يعتمدون على حواسيبهم الحالية التي تعمل بدون شريحة TPM 2.0، فإن الخيارات تضيق أمامهم تدريجيًا، خصوصًا أن بعض التطبيقات والخدمات الجديدة بدأت تشترط أنظمة تشغيل محدثة لتحقيق الأداء الكامل، مما يعزز توجه الشركة إلى بناء بيئة برمجية لا تستقبل سوى الأجهزة الحديثة، وهو ما قد يدفع شريحة كبيرة من المستخدمين إلى إعادة النظر في مواصفات أجهزتهم الحالية.

وتركّز مايكروسوفت على أن الترقية إلى Windows 11 ليست مجرد خيار تجميلي أو تطوير شكلي، بل تُعد خطوة أساسية لضمان استمرار الأمان وتوافق النظام مع الأدوات الحديثة التي باتت تعتمد على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتشفير المعالجات.

تتضح ملامح سياسة مايكروسوفت في المرحلة القادمة من خلال سلسلة القرارات التقنية التي اتخذتها منذ إطلاق Windows 11، حيث سعت إلى تقليص فرص الالتفاف على المتطلبات، وقيّدت إمكانية التثبيت اليدوي بطرق غير رسمية، وتجاهلت مطالب المستخدمين بالسماح بمرونة أكبر في التوافق مع الأجهزة القديمة، وهو ما يعكس إصرار الشركة على فرض الجيل الجديد من البنية الأمنية والعتادية على المستخدمين حتى لو تطلب ذلك التخلي عن شريحة من أجهزتهم القديمة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً