تراجع مبيعات الأجهزة القابلة للطي وتباطؤ هيمنة سامسونج في الربع الثالث

شهد سوق الهواتف الذكية القابلة للطي لأول مرة منذ بدء تتبع هذا القطاع انخفاضًا طفيفًا في مبيعاته خلال الربع الثالث من عام 2024، حيث انخفض إجمالي الشحنات بنسبة 1% مقارنة بالعام الماضي. 

وعلى الرغم من استمرار سامسونج في صدارة السوق، إلا أن حصتها السوقية شهدت تراجعًا ملحوظًا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الفئة من الهواتف الذكية.

مبيعات سامسونج تشهد تراجعًا رغم إطلاق هاتفيها الرائدين

تُعتبر سامسونج من أبرز الشركات التي تقدم الهواتف الذكية القابلة للطي، ومع إطلاقها لهاتفيها الرائدين Galaxy Z Fold6 و Galaxy Z Flip6 في النصف الثاني من العام، كان يُتوقع أن تحافظ الشركة على هيمنتها في السوق. 

لكن، على الرغم من هذه الإصدارات الجديدة، شهدت مبيعات الهواتف القابلة للطي من سامسونج تراجعًا في الطلب مقارنة بالأعوام الماضية، فقد أظهرت التقارير أن Galaxy Z Fold6 لم يحقق الأرقام المتوقعة، بينما كانت مبيعات Galaxy Z Flip6 أقل من مبيعات الطراز السابق من نفس السلسلة، مما يعكس تراجعًا في الاهتمام بهذه الأجهزة القابلة للطي.

في المقابل، تمكنت العديد من الشركات المنافسة من الاستفادة من هذا التراجع النسبي لسامسونج، حيث حققت Xiaomi و Motorola و Honor و Huawei زيادات ملحوظة في شحناتها مقارنة بالعام الماضي، حيث أظهرت هذه الشركات قدرة كبيرة على التكيف مع التغيرات في السوق، وأطلقت هواتف قابلة للطي ذات تصميمات مبتكرة وأسعار تنافسية.

من أبرز هذه الشركات موتورولا التي أطلقت هاتفَي Razr 50 و Razr 50 Ultra بأسعار تقل عن 1000 دولار، مما جعل هذه الهواتف جذابة بشكل خاص للمستهلكين الذين يبحثون عن أجهزة قابلة للطي بأسعار معقولة. 

كما أطلقت Honor هاتف Magic V3 الذي تميز بتصميمه النحيف للغاية، ما جعله منافسًا قويًا في هذه الفئة المتخصصة من الهواتف.

أما بالنسبة لشركة Xiaomi، فقد حققت أعلى نسبة زيادة في الشحنات على أساس سنوي بين جميع الشركات المصنعة للأجهزة القابلة للطي، فقد قامت الشركة بإطلاق هاتف Mix Flip القابل للطي خارج السوق الصينية لأول مرة، مما عزز من تواجدها في الأسواق الدولية، هذه الخطوة سمحت لـ Xiaomi بتوسيع نطاق عروضها وتقديم خيارات متعددة بأسعار منافسة.

من جانب آخر، استمرت Huawei في تسجيل نمو في شحنات أجهزتها القابلة للطي، وذلك بفضل استمرارها في تعزيز وجودها داخل السوق الصينية. 

ورغم غياب بعض من هذه الأجهزة عن الأسواق الدولية، إلا أن Huawei حققت نجاحًا في بيع هاتف Mate X5 و جهاز Pocket 2، إلى جانب جهاز Nova Flip الذي تم إطلاقه مؤخرًا بأسعار معقولة. 

وقد لاقى Mate XT Ultimate ذو الطيات الثلاثية أيضًا شعبية كبيرة في السوق المحلية، ما يعكس تزايد اهتمام المستهلكين في الصين بتقنيات الهواتف القابلة للطي.

يواجه سوق الهواتف القابلة للطي عددًا من التحديات التي تؤثر على معدلات نموه. من أبرز هذه التحديات ارتفاع الأسعار مقارنة بالهواتف التقليدية، ما يجعلها خيارًا مكلفًا للكثير من المستهلكين. 

كما أن بعض الشركات المصنعة تواجه صعوبة في تحقيق التوازن بين التصميم المبتكر وجودة التصنيع، وهو ما قد يؤثر على تجربة المستخدم بشكل عام.

على الرغم من التراجع الطفيف في إجمالي شحنات الهواتف القابلة للطي، إلا أن السوق لا يزال يشهد منافسة قوية بين الشركات الكبرى، ومع استمرار دخول شركات مثل Xiaomi و Motorola و Honor إلى السوق، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من الابتكار والتنوع في الأجهزة القابلة للطي، وهو ما قد يسهم في جذب المزيد من المستخدمين وتوسيع نطاق هذه الفئة.

يبدو أن سوق الهواتف القابلة للطي قد وصل إلى مرحلة مفصلية في تطوره، حيث تسعى الشركات لتقديم حلول أكثر تنوعًا وابتكارًا لتلبية احتياجات المستهلكين. 

ومع تحسن الأسعار وتطوير التكنولوجيا، قد يشهد هذا القطاع زيادة في المبيعات خلال العام المقبل، خاصة مع التنافس الحاد بين الشركات لتقديم هواتف ذات تصميمات مميزة وتقنيات متقدمة.