الذكاء الاصطناعي يمكنه تقدير عمر الدماغ ويساعد في الكشف عن الخرف

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 09:55 ص

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

في دراسة جديدة، أظهر العلماء إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تقدير العمر البيولوجي للدماغ، ما قد يساعد في الكشف المبكر عن حالات الخرف. 

استخدم الباحثون في معهد كارولينسكا السويدي الذكاء الاصطناعي لتحليل صور أدمغة أشخاص في السبعين من عمرهم، لتحديد ما إذا كان هناك رابط بين نمط الحياة وعمر الدماغ. تسلط الدراسة الضوء على أهمية الحفاظ على صحة الأوعية الدموية للحفاظ على صحة الدماغ ومنع الخرف.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة الدماغية

البحث، الذي أُجري في معهد كارولينسكا، اعتمد على أداة ذكاء اصطناعي لتحليل صور أدمغة 739 شخصًا، شارك في الدراسة 389 امرأة، وكان الهدف الأساسي هو تقدير أعمارهم البيولوجية بناءً على صور الرنين المغناطيسي للدماغ. 

وقدمت الأداة خوارزمية متطورة لتحليل هذه الصور بدقة عالية، حيث قُدّر العمر البيولوجي للدماغ بمعدل 71 عامًا، وهو عمر أعلى من العمر الفعلي للمشاركين.

هذا التقدير البيولوجي يمكن أن يكون أداة قوية في الكشف المبكر عن التغيرات في الدماغ التي قد تشير إلى مشاكل صحية، مثل الخرف، ما يعزز من القدرة على إجراء تشخيصات دقيقة في مراحل مبكرة من المرض.

العلاقة بين نمط الحياة وصحة الدماغ

بعد تحليل الصور، أجريت اختبارات دم لفحص مستويات الدهون والسكر والالتهابات، كما تم جمع بيانات حول نمط حياة المشاركين، مثل التمارين الرياضية والنظام الغذائي، ثم قارن الباحثون هذه المعلومات مع نتائج اختبارات معرفية للمشاركين.

توصلوا إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، أظهروا "فجوة عمر دماغية" صغيرة، ما يعني أن أدمغتهم كانت تظهر أقل سنًا من عمرهم الفعلي. 

في المقابل، الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل السكري أو السكتة الدماغية كانت لديهم فجوة عمر دماغية أكبر، ما يشير إلى أدمغة تبدو أكبر سناً من عمرهم الفعلي.

دراسة.. الذكاء الاصطناعي يمكنه تقدير عمر الدماغ وقد يساعد في الكشف عن الخرف

التركيز على الأوعية الدموية وصحة الدماغ

أحد الاستنتاجات الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة هو أهمية الحفاظ على صحة الأوعية الدموية، حيث أن المشاكل المرتبطة بالأوعية الدموية الصغيرة مثل السكتات الدماغية والالتهابات تؤدي إلى "تسريع شيخوخة الدماغ". 

ويؤكد الباحثون أن الاهتمام بالصحة القلبية والوعائية يمكن أن يساعد في الحفاظ على مرونة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف في المستقبل.

التشخيص المبكر للخرف

فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، أشار الباحث الرئيسي إريك ويستمان إلى أن الأداة التي تم تطويرها ما تزال بحاجة إلى مزيد من التقييم، وقال: "نأمل أن نتمكن من استخدام هذه الأداة في المستقبل لتشخيص الخرف بشكل مبكر، مما يسهم في توفير العلاجات المناسبة في مراحلها الأولى."

من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تقدير العمر البيولوجي للدماغ، يمكن تقديم علاجات أفضل وأكثر تخصيصًا لحماية الدماغ من الأمراض التنكسية مثل مرض الزهايمر.

أهمية الدراسة

توفر هذه الدراسة رؤى مهمة في فهم كيفية تأثير العوامل الصحية على الدماغ، وهي تقدم خطوة هامة نحو تعزيز الوعي حول أهمية أسلوب الحياة الصحي للحفاظ على صحة الدماغ. ويشير الباحثون إلى أنه رغم وجود أدوية جديدة لمرض الزهايمر، فإن هذه الأدوية ليست فعالة في جميع الحالات، لذا فإن الاهتمام بتعزيز صحة الدماغ قد يكون أحد الحلول الرئيسية للوقاية من الخرف.

الحقائق الرئيسية في الدراسة

  • المرضى الذين يعانون من السكري أو السكتة الدماغية أو الالتهابات كانوا أكثر عرضة لامتلاك أدمغة تبدو أكبر سنًا.
  • الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحي مثل ممارسة الرياضة بانتظام كانت أدمغتهم تظهر أصغر سنًا.
  • الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح أداة قوية في تقدير عمر الدماغ البيولوجي، مما يعزز القدرة على التشخيص المبكر لحالات الخرف.

تسعى الدراسة إلى تحسين الأدوات التي يمكن أن تكون لها تطبيقات عملية في الوقاية والتشخيص المبكر للخرف، الأمر الذي قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة. 

ومع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي، يبشر المستقبل بآفاق جديدة في علاج الأمراض المتعلقة بالدماغ مثل مرض الزهايمر، ويعزز من فرص تحسين جودة الحياة لكبار السن حول العالم.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top