Telegram تخضع للضغوط القانونية وتقترب من تحقيق الربح لأول مرة في تاريخها

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 27 ديسمبر 2024 02:09 م

Telegram

Telegram

في تحول غير متوقع، تقترب Telegram، المنصة الشهيرة التي ارتبطت دومًا بحماية الخصوصية وتوفير خدمة رسائل آمنة للمستخدمين، من تحقيق الربح لأول مرة في تاريخها. 

جاء هذا التحول في سياسة المنصة بعد ضغوط قانونية متزايدة، تزايدت حدتها بعد اعتقال بافيل دوروف، مؤسس Telegram، في فرنسا بتهمة تسهيل أنشطة غير قانونية عبر المنصة.

الاعتقال والضغوط القانونية

تم اعتقال دوروف في فرنسا بعد اتهامه بتسهيل أنشطة غير قانونية على Telegram، بما في ذلك تداول المحتوى المقرصن والأنشطة المشبوهة. 

وأنكر دوروف جميع التهم الموجهة إليه، مشيرًا إلى أن تحميل Telegram مسؤولية تصرفات مستخدميها هو أمر غير منطقي. كما اتهم بعدم التعاون مع السلطات في التحقيقات.

على الرغم من الاتهامات الموجهة إليه، فإن رد الفعل العالمي على الاعتقال كان مفاجئًا، حيث شهدت Telegram زيادة ملحوظة في التنزيلات، ما جعلها تتصدر مركزًا متقدمًا في متجر التطبيقات الأمريكي، إذ وصلت إلى المرتبة الثانية ضمن فئة التطبيقات الاجتماعية، يبدو أن ذلك كان ردًا من المستخدمين على محاولة السلطات الضغط على المنصة.

تغييرات في السياسات لتعزيز الربحية

بعد سلسلة من الأحداث القانونية، قامت Telegram بتعديل سياساتها لتوفير قدر أكبر من التعاون مع السلطات المختصة، حيث بدأت المنصة بتوفير بيانات المستخدمين، مثل عناوين IP وأرقام الهواتف، للسلطات عندما يُطلب ذلك. 

يعتبر هذا التحول من سياسات Telegram خطوة مهمة نحو تحقيق الربح، حيث بدأت الشركة في تقديم خيارات الاشتراك المدفوعة والإعلانات.

بينما كانت Telegram تعتمد في السابق على نموذج عمل يعتمد على دعم الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، فإن التغيير في السياسة يعكس تحولًا جوهريًا نحو تحقيق إيرادات، هذه الخطوة تأتي في وقت حساس للمنصة، حيث تأثرت سمعتها إلى حد ما جراء التهم الموجهة إليها، لكنها، في الوقت ذاته، فتحت لها أبوابًا جديدة نحو الربحية.

الجدل حول الخصوصية والمحتوى غير القانوني

لطالما كانت Telegram منصة تثير الجدل بسبب تركيزها على الخصوصية، وهو ما جعلها وجهة مفضلة للكثيرين في الأنظمة الاستبدادية التي تعاني من رقابة شديدة، ولكن في المقابل، أدى هذا التركيز على الخصوصية إلى ظهور مجتمعات على المنصة تشارك في أنشطة غير قانونية مثل تداول الوسائط المقرصنة والمحتوى غير الأخلاقي.

تأتي الضغوط القانونية على Telegram في وقت حساس، حيث تتعرض المنصة لانتقادات من السلطات بسبب تسهيلها للأنشطة غير القانونية، لكن السؤال يبقى: هل سيؤثر هذا التوجه نحو التعاون مع السلطات على قاعدة المستخدمين الذين قد يعتبرون الخصوصية أمرًا أساسيًا في استخدام هذه الخدمة؟

مقارنة مع منصات أخرى

يُثير الاهتمام أن Telegram كانت هي المنصة التي تعرضت لأكبر قدر من الانتقاد بالرغم من أن منصات أخرى مثل Discord وWhatsApp تتضمن أيضًا خوادم ومجموعات تشارك في أنشطة مشابهة، ومن المعروف أن WhatsApp يعتمد على التشفير من طرف إلى طرف، مما يجعل من الصعب مراقبته أو تتبع المحادثات.

ومع ذلك، فإن سمعة Telegram كمنصة تحمي الخصوصية جعلتها تحت المجهر بشكل أكبر من غيرها، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء الضغوط القانونية التي تواجهها.

هل سيؤثر التحول على قاعدة المستخدمين؟

في ظل التغييرات التي أدخلتها Telegram على سياساتها، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر هذه السياسات الجديدة على قاعدة مستخدميها؟ على الرغم من أنها تحقق الربح لأول مرة، فإن العديد من المستخدمين قد يشعرون بالقلق من تأثير التغييرات على مستوى الخصوصية والأمان.

ومع تصاعد الإيرادات عبر الإعلانات والاشتراكات، فإن Telegram قد تجد نفسها في موقف صعب: تحقيق الأرباح مع الحفاظ على سمعتها كمنصة تركز على الخصوصية، في النهاية، يبدو أن Telegram تتخذ خطوة محسوبة في مواجهة تحديات السوق والضغوط القانونية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top