الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة لاكتشافات علمية غير متوقعة في 2024

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأربعاء، 01 يناير 2025 09:47 ص

مخطوطات هيركولانيوم التاريخية

مخطوطات هيركولانيوم التاريخية

شهد عام 2024 تطورًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث باتت تقنياته مفتاحًا لاكتشافات علمية غير مسبوقة في مجالات متعددة. في هذا العام، تم استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط في معالجة البيانات ولكن في اكتشاف أسرار مفقودة عبر العصور، مما أدى إلى تقدم مذهل في علم الآثار والبيئة والعلوم الحيوية.

اكتشافات علمية غير متوقعة في 2024

أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان في فك رموز المخطوطات التاريخية لموقع هيركولانيوم، هذه المخطوطات القديمة التي نجت من ثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلادي، كانت تعتبر غير قابلة للقراءة بسبب تفتتها وتفحمها. 

ولكن، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتقنيات الأشعة السينية عالية الدقة، تمكن علماء من فك رموز آلاف الحروف المكتوبة على هذه المخطوطات، وكشف أول مقاطع مكتوبة منذ أكثر من ألفي عام. 

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مجموعة من العلماء تحديًا يسمى "تحدي فيزوف"، يهدف إلى تسريع فك رموز المخطوطات القديمة بشكل أكبر، حيث يأملون في قراءة 90% من المخطوطات بنهاية عام 2024.

يعتبر هذا المشروع جزءًا من التوسع المستمر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات العلمية، حيث أقرّت لجنة نوبل لأول مرة في 2024 بإسهامات الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم، ومنحت جائزة الفيزياء لكل من جون هوبفيلد وجيفري هينتون تقديرًا لإسهاماتهما في تطوير الشبكات العصبية الاصطناعية، هذا التطور شهد تزايدًا ملحوظًا في الأبحاث التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، مما يسرع من اكتشافات جديدة.

اكتشافات غير متوقعة أصبحت ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي في عام 2024

كما أسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين فهمنا للبيئة والحياة البرية، فبفضل تقنيات التعلم الآلي، استطاع العلماء فك شفرة تواصل الحيتان، تحديدًا حيتان العنبر، بعد تحليل الآلاف من نقراتها الصوتية. 

هذه النقرات التي كانت تشكل لغزًا محيرًا تم تفسيرها الآن لتكشف عن أنماط صوتية معقدة تشبه بشكل كبير تواصل البشر، هذا الاكتشاف يعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لطرق تفاعل الحيوانات في بيئاتها الطبيعية.

في مجال علم الآثار، أتاح الذكاء الاصطناعي فرصة اكتشاف آثار جديدة في مناطق نائية كانت صعبة الوصول إليها، ففي صحراء نازكا في بيرو، ساهم الذكاء الاصطناعي في تحديد مئات الرموز الجديدة، مضاعفًا عدد النقوش المعروفة في فترة زمنية قصيرة. 

هذا المشروع، الذي قاده علماء من جامعة ياماغاتا اليابانية بالتعاون مع باحثين من شركة IBM، اعتمد على تدريب نماذج ذكاء اصطناعي لتحليل الصور عالية الدقة للكشف عن الرموز التي كانت خفية لعقود.

وأثبت الذكاء الاصطناعي أيضًا فاعليته في مجال علم الأحياء، فمن خلال نموذج "AlphaFold" الذي طورته شركة جوجل ديب مايند، أصبح من الممكن التنبؤ بدقة عالية ببنية البروتينات التي تشكل اللبنات الأساسية للحياة. 

في عام 2024، تم تطوير الإصدار الثالث من هذا النموذج، الذي لا يساعد فقط في فهم بنية البروتينات، بل أيضًا في دراسة تفاعلاتها مع الحمض النووي والجزيئات الأخرى. هذا التقدم الكبير يسرع من تطوير الأدوية والمضادات الحيوية التي قد تنقذ ملايين الأرواح في المستقبل.

تكشف هذه الاكتشافات كيف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا تقدر بثمن في فهم التاريخ والبيئة والحياة على كوكبنا، ومع استمرار تطوره، من المتوقع أن يكون له تأثير أكبر في مختلف التخصصات العلمية، مما يفتح أمام الباحثين فرصًا غير محدودة للكشف عن أسرار جديدة وتحقيق تقدم علمي غير مسبوق.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top