مايكروسوفت تستثمر 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي لدعم البنية التحتية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 05 يناير 2025 12:26 م

مايكروسوفت

مايكروسوفت

أعلنت شركة مايكروسوفت عن خططها لاستثمار 80 مليار دولار في العام المالي الحالي 2025 لتعزيز وتوسيع مراكز البيانات الخاصة بها، في خطوة تعكس التزام الشركة الكبير بتوسيع إمكانياتها في مجال الذكاء الاصطناعي. 

هذا الاستثمار الضخم يعكس النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي، والذي يتطلب بنية تحتية قوية ودعماً مستمراً لتطوير تقنيات متقدمة في هذا المجال.

مايكروسوفت تستثمر 80 مليار دولار

وأوضح براد سميث، رئيس مايكروسوفت، في تصريح عبر المدونة الرسمية للشركة، أن أكثر من نصف هذا الاستثمار سيُوجه إلى داخل الولايات المتحدة، وهو ما يعكس أهمية السوق الأمريكي في استراتيجيات الشركة المستقبلية. 

وأكد سميث أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على هذه الاستثمارات في البنية التحتية، موضحًا أن مراكز البيانات والخوادم التي تعمل على دعم هذه التقنيات هي العمود الفقري الذي لا غنى عنه لابتكارات الذكاء الاصطناعي.

تعمل شركات كبيرة في البنية التحتية السحابية مثل مايكروسوفت وأمازون على تسريع خططها لبناء مراكز بيانات جديدة وزيادة القدرة الحاسوبية بشكل غير مسبوق، في سباق متسارع لدعم هذه التقنيات المتطورة. 

ويأتي استثمار مايكروسوفت في مراكز البيانات كمؤشر على أهمية هذه المنشآت في المستقبل القريب، خاصة في ظل الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

في العام المالي السابق الذي انتهى في يونيو 2024، كانت مايكروسوفت قد أنفقت أكثر من 50 مليار دولار، وركزت تلك النفقات بشكل كبير على بناء الخوادم والمراكز التي تدعم التطبيقات المتزايدة للذكاء الاصطناعي، هذه النفقات تعكس حجم الاهتمام الذي توليه مايكروسوفت لاستدامة هذا القطاع، في ظل التحولات التكنولوجية الكبيرة التي يشهدها السوق.

من جهة أخرى، حذر براد سميث الإدارة الأمريكية المقبلة من فرض تنظيمات صارمة قد تعرقل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأكد أن السياسات العامة يجب أن تضمن استمرار القطاع الخاص في التقدم بسرعة، مع الحفاظ على أطر الحماية الأمنية القوية. 

وأشار سميث إلى أهمية الحفاظ على توازن في سياسة التصدير، التي تضمن حماية تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل مراكز البيانات الموثوقة، وفي نفس الوقت تتيح للشركات الأمريكية القدرة على التوسع بسرعة لمواجهة احتياجات الحلفاء والشركاء الدوليين.

تستثمر مايكروسوفت بشكل كبير في شراء الرقاقات عالية الأداء من شركات متخصصة مثل إنفيديا، وهي رقاقات ضرورية لتشغيل الخوادم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما تعتمد الشركة على شركات مثل ديل لتوفير خدمات البنية التحتية التي تدعم العمليات اليومية لمراكز البيانات. 

وفي خطوة غير تقليدية لتلبية احتياجات الطاقة الضخمة التي تتطلبها هذه المراكز، أبرمت مايكروسوفت اتفاقية لإعادة تشغيل مفاعل نووي في محطة "ثري مايل آيلاند" بولاية بنسلفانيا، وهو الموقع الذي شهد حادثة نووية مشهورة في عام 1979. 

تأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه اهتمام الشركات الكبرى، مثل أمازون وجوجل، بالحصول على مصادر طاقة بديلة لدعم عملياتها في مراكز البيانات.

تتوافق هذه الخطط مع الاتجاه العام الذي يشهده العالم من أجل التوسع في استخدام الطاقة النووية كمصدر طاقة موثوق ومستدام، لا سيما بالنسبة لمراكز البيانات التي تتطلب كميات ضخمة من الكهرباء للعمل بشكل فعال، مع هذه الاستثمارات الضخمة، تظهر مايكروسوفت كأحد الرواد في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى لتوسيع قدراتها والبقاء في صدارة المنافسة العالمية.

في الختام، يبدو أن مايكروسوفت تتخذ خطوات حاسمة لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتحقيق تقدم كبير في هذا المجال، ما يفتح الباب أمام مستقبل مشرق لهذه التقنيات. 

ومع هذه الاستثمارات الضخمة، ستظل مايكروسوفت قوة مؤثرة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتسعى جاهدة لتلبية احتياجات السوق المتزايدة في هذا القطاع الحيوي.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top