بعد سنوات من الانتقادات.. ميتا تبدأ بتخفيف الرقابة على محتويات منصاتها

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 10 يناير 2025 12:15 م

ميتا

ميتا

في خطوة مفاجئة، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن تحول كبير في سياسة الرقابة على المحتوى في منصات الشركة، جاء هذا الإعلان بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت ميتا في السنوات الأخيرة بسبب ما اعتبره الكثيرون رقابة صارمة على المحتوى، مما أثر سلبًا على حرية التعبير في منصاتها.

سنوات من الانتقادات

في تصريحاته، اعترف زوكربيرج بأن الشركة قد فرضت رقابة مشددة على المحتوى في منصاتها، وهو ما كان له تأثير كبير على المناقشات العامة والحرية الشخصية للمستخدمين. 

ومع ذلك، أشار إلى أن ميتا قررت الآن اتخاذ خطوة كبيرة نحو تغيير هذا النهج، حيث ستبدأ في تطبيق نموذج "الملاحظات المجتمعية" Community Notes، الذي تعتمد عليه منصة إكس (تويتر سابقًا) المملوكة لإيلون ماسك، سيبدأ تطبيق هذه السياسة في الولايات المتحدة كمرحلة أولى، على أن يتم تعميمها لاحقًا في مختلف أنحاء العالم.

وقال زوكربيرج في مقطع فيديو نُشر عبر منصاته، إن التغيرات الكبيرة التي شهدها المناخ العام حول حرية التعبير كانت دافعًا رئيسيًا لإعادة تقييم سياسات الشركة. 

وأوضح أنه في السابق، كانت ميتا قد قللت من ظهور المحتوى السياسي في الخلاصات الإخبارية، استجابةً لما وصفه بـ "الإرهاق السياسي" الذي كان سائداً في بعض الفترات الماضية، لكنه أكد أن هذا التوجه سينقلب الآن، حيث ستتيح الشركة المزيد من الحرية لمناقشة القضايا الحساسة والآراء المختلفة، مثل الهجرة والهويات الجندرية، دون قيود تفرضها ميتا.

وأضاف زوكربيرج أن ممارسات الرقابة العالمية أصبحت أكثر تعقيدًا، مع تزايد التشريعات واللوائح التي تفرض رقابة على المحتوى، خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. 

كما انتقد السياسات الأمريكية التي كانت تدفع نحو "تعزيز الرقابة" على المنصات الاجتماعية. من جهة أخرى، أشار إلى أن ميتا لا تزال تواجه تحديات كبيرة في الصين، حيث يتم حظر تطبيقات الشركة بالكامل.

وفي إطار التحول الجديد، شدد زوكربيرج على أن التغييرات في سياسة الرقابة ستساعد في تقليل الأخطاء التي كانت تحدث نتيجة حذف المنشورات أو إغلاق الحسابات. 

وأضاف أن هذه التعديلات ستتيح لـ ميتا تخصيص مواردها بشكل أكثر فعالية للتركيز على مكافحة المحتوى غير القانوني، مثل استغلال الأطفال والإرهاب، وهي مجالات ترى الشركة أنها يجب أن تكون في صدارة أولوياتها.

من خلال هذا التغيير، تسعى ميتا إلى استعادة ثقة المستخدمين الذين شعروا في السابق أن حرية تعبيرهم كانت مهددة، كما يُظهر التعديل الكبير في سياسات الشركة محاولتها لإعادة تعريف علاقتها بحرية التعبير وسط الأزمات التي مرت بها منصاتها في السنوات الأخيرة. 

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع وسائل التواصل الاجتماعي منافسة قوية، حيث بدأ العديد من المستخدمين بالهجرة إلى منصات أخرى مثل إكس بسبب القيود الصارمة على المحتوى في فيسبوك وإنستغرام أثناء الأحداث السياسية والجدلية.

يشير مراقبون إلى أن ميتا تحاول من خلال هذا التحول أن تعيد رسم صورتها في نظر جمهورها، وتؤكد التزامها بحرية التعبير على منصاتها، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل الشركة في سوق وسائل التواصل الاجتماعي.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top