آبل تعلن إيقاف نظام ذكاء اصطناعي بسبب نشر أخبار كاذبة

في خطوة نادرة من شركة آبل، أعلنت الشركة عن إيقاف ميزة تلخيص الأخبار التي كانت تعتمد على الذكاء الاصطناعي ضمن تطبيق "Apple Intelligence" في نظام iOS 18.3 القادم. 

جاء هذا القرار بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها النظام في تلخيص الأخبار، ما أدى إلى نشر معلومات غير صحيحة لملايين المستخدمين حول العالم.

تحدٍ جديد أمام التكنولوجيا الحديثة

الميزة التي تم تقديمها كجزء من جهود آبل لتحسين تجربة المستخدم عبر الذكاء الاصطناعي، فشلت في الوفاء بتوقعات الدقة التي طالما ارتبطت بعلامة آبل التجارية، تقرير حديث من "واشنطن بوست" أشار إلى خطأ فادح ارتكبه النظام عند تلخيص خبر يتعلق بمرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي. 

الأخطاء لم تتوقف عند هذا الحد، حيث قدمت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) شكوى رسمية ضد الشركة بعد أن نشر النظام معلومات مضللة بشأن قضية جنائية حساسة.

تعكس هذه الأخطاء مشكلة أكبر تواجهها صناعة الذكاء الاصطناعي، وهي ما يُعرف بـ"الهلوسة" التقنية، هذه الظاهرة تحدث عندما يقوم النظام بتقديم معلومات غير صحيحة أو مختلقة، بدلاً من الاعتراف بعدم توفر البيانات اللازمة. 

وبالرغم من أن آبل ليست الشركة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، إلا أن تأثيرها كان أكثر وضوحًا نظرًا لشعبية منتجاتها واعتماد ملايين المستخدمين عليها.

التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، شركات كبرى مثل جوجل وOpenAI تواجه مشكلات مماثلة مع أنظمتها، ففي عدة حالات، أظهرت أنظمة الذكاء الاصطناعي ميلًا لتقديم إجابات خاطئة عند معالجة بيانات معقدة أو غير مكتملة، هذا يثير تساؤلات حول حدود التقنية ومدى إمكانية الوثوق بها في مجالات حساسة مثل الأخبار والمعلومات العامة.

تعليقًا على القرار، صرحت آبل بأنها ملتزمة بتطوير نظامها لتلافي مثل هذه الأخطاء مستقبلاً،وقال متحدث باسم الشركة إن ميزة تلخيص الأخبار ستعود بعد تحسينات تقنية شاملة تضمن دقتها واعتماديتها، وأضاف أن الشركة ترى في هذه المشكلة فرصة لتحسين أداء أنظمتها وإعادة بناء ثقة المستخدمين.

لكن خبراء التكنولوجيا لديهم وجهات نظر متباينة،يرى البعض أن مشكلة "الهلوسة" قد تكون جزءًا لا يتجزأ من تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ويرى آخرون أن الحل يتطلب إعادة تصميم شاملة للأنظمة لضمان تقديمها نتائج دقيقة وموثوقة.

إيقاف آبل لهذه الميزة يأتي في وقت يتزايد فيه التركيز على أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، مع تزايد اعتماد الشركات والمؤسسات على هذه التقنية، تتصاعد الدعوات لوضع معايير صارمة تضمن دقة وشفافية الأنظمة الذكية.

بالنسبة للمستخدمين، يعكس هذا الحادث أهمية التحقق من صحة المعلومات، حتى تلك التي تُقدم عبر أنظمة تكنولوجية متقدمة، الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون التدقيق البشري قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة، خاصة في مجالات تتطلب دقة عالية.

قرار آبل يمثل خطوة ضرورية في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، لكنه يطرح سؤالًا أوسع: هل يمكن للتكنولوجيا أن تكون بديلًا موثوقًا للإنسان في معالجة المعلومات؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا