اختراق إلكتروني واسع يستهدف الخزانة الأمريكية

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن تعرضها لاختراق إلكتروني واسع النطاق استهدف أكثر من 400 جهاز كمبيوتر محمول ومكتبي تابعين لها. 

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، استهدف الهجوم أجهزة كبار المسؤولين العاملين في مجالات العقوبات، الشؤون الدولية، والاستخبارات المالية.

اتهامات للصين وتساؤلات حول الأمن السيبراني

تمكن المهاجمون من الوصول إلى معلومات حساسة تضمنت بيانات تسجيل دخول الموظفين، وثائق متعلقة بالسفر، مخططات تنظيمية، مواد متعلقة بالعقوبات الاقتصادية، ومقاييس الاستثمار الأجنبي. 

إضافة إلى ذلك، استولى المخترقون على أكثر من 3000 ملف تحتوي على تفاصيل هامة حول تحقيقات لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS).

الحادثة أثارت موجة من القلق داخل الأوساط الحكومية الأمريكية، حيث نُسب الهجوم إلى مجموعة قرصنة تحمل اسم "سيلك تايفون" (Silk Typhoon)، المعروفة أيضًا باسم "هالفنيوم" (Halfnium) أو "UNC5221". 

تشير التقارير إلى أن هذه المجموعة مدعومة من الدولة الصينية، ما أثار اتهامات مباشرة ضد الصين. ومع ذلك، سارعت وزارة الخارجية الصينية إلى نفي هذه المزاعم، ووصفتها بأنها "غير مبررة وغير مدعومة بأدلة واضحة".

أوضح مسؤولون في وزارة الخزانة أن المهاجمين لم يتمكنوا من الوصول إلى الأنظمة المصنفة أو البريد الإلكتروني للوزارة، وهو ما يُعتبر نقطة إيجابية وسط حجم الضرر الناجم عن الهجوم، ومع ذلك، فإن الوصول إلى المعلومات غير المصنفة ولكنه حساس يثير مخاوف بشأن إمكانية استغلالها لأغراض استخباراتية أو اقتصادية.

يجري حاليًا تقييم شامل للأضرار الناجمة عن الاختراق، كما تخطط وزارة الخزانة لتقديم إحاطة مفصلة للجنة مجلس الشيوخ للمصارف والإسكان والشؤون الحضرية خلال الأسبوع الجاري، من المتوقع أن تركز الإحاطة على تأثير الهجوم، الإجراءات التي اتُخذت لتعزيز الأمن السيبراني، والدروس المستفادة من الحادثة.

يُعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة أوسع من التهديدات السيبرانية التي تواجهها الولايات المتحدة، في السنوات الأخيرة، أصبحت المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة أهدافًا متزايدة لهجمات إلكترونية معقدة. 

خبراء الأمن السيبراني يشيرون إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية وتعزيز النفوذ الاقتصادي للدول الراعية لها.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

في هذا السياق، تواجه الحكومة الأمريكية تحديات كبيرة لتعزيز أمنها السيبراني، تتضمن هذه الجهود تحسين أنظمة الحماية، تطوير تقنيات الكشف المبكر عن التهديدات، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجرائم الإلكترونية.

ردود الأفعال الأولية من الكونغرس دعت إلى تحقيق فوري وشامل في الحادثة،شدد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ على ضرورة تعزيز ميزانيات الأمن السيبراني وتحسين إجراءات الحماية في المؤسسات الحكومية.

بالإضافة إلى ذلك، تسلط الحادثة الضوء على أهمية التعاون بين الحكومات والشركات التقنية لتعزيز دفاعات الفضاء السيبراني، شركات التكنولوجيا الكبرى مدعوة للمساهمة في تطوير حلول مبتكرة للتصدي لهذه التهديدات المستمرة.

يبقى السؤال الرئيسي: هل يمكن للولايات المتحدة أن تسد فجواتها الأمنية في مواجهة هجمات إلكترونية متطورة؟ في الوقت الحالي، يبدو أن المخاطر تتزايد، ما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات جريئة لحماية البنية التحتية الرقمية والمعلومات الحساسة.