DeepSeek تثير القلق في ميتا.. الشركة الأمريكية ترد بتشكيل "غرف حرب"

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 31 يناير 2025 09:34 ص

مارك زوكربيرج

مارك زوكربيرج

في تطور مفاجئ أحدث ضجة في قطاع الذكاء الاصطناعي، أفادت تقارير إعلامية بأن شركة ميتا، بقيادة الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، وضعت فرقها الهندسية في حالة استنفار بعد أن أحرزت شركة DeepSeek الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تقدمًا غير متوقع. 

وحسب تقرير نشره موقع "ذا إنفورميشن" التقني، فقد شكّلت ميتا أربع "غرف حرب" تضم فرقًا من المهندسين المتخصصين لمواكبة التطورات الأخيرة التي حققتها DeepSeek في نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "R1".

DeepSeek

النموذج الجديد، الذي يعتبر منافسًا قويًا لنماذج متقدمة مثل ChatGPT، أثار تساؤلات في أوساط شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تمكنت DeepSeek من تقديم أداء مماثل لتلك النماذج الرائدة ولكن بتكاليف أقل بكثير، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للعملاق الأمريكي ميتا. 

في الوقت الذي كانت ميتا تستثمر مليارات الدولارات لتطوير نماذجها الخاصة، يبدو أن هذه الشركات تواجه تهديدًا غير متوقع من منافس جديد يتسم بالكفاءة والتكلفة المنخفضة.

وفور اكتشاف هذه التطورات، قال ماثيو أولدهام، مدير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ميتا، إنه قد يكون من الممكن أن يتفوق نموذج DeepSeek "R1" حتى على الإصدار القادم من نموذج "Llama" الذي تعكف ميتا على تطويره، والمقرر إطلاقه في أوائل 2025، الأمر الذي جعل فريق الذكاء الاصطناعي في ميتا يتخذ خطوات غير تقليدية للرد على هذا التحدي. 

وقد أُسند إلى "غرف الحرب الأربعة" مهام مختلفة: فريقان مخصصان لدراسة كيفية خفض تكاليف تدريب وتشغيل النماذج، بهدف تطبيق الأساليب التي اعتمدتها DeepSeek على نموذج Llama. 

بينما يركز الفريقان الآخران على تحليل البيانات التي استخدمتها DeepSeek في تدريب نموذجها، وسبل إعادة هيكلة نماذج Llama لتضمين مزايا جديدة مستوحاة من تجارب الشركة الصينية.

ورغم أن ميتا لم تصدر تعليقًا رسميًا على هذه التقارير حتى الآن، فقد أكدت الشركة في بيان خاص لموقع "ذا إنفورميشن" أنها "تُقيّم بانتظام كافة النماذج المنافسة كجزء من عملية التطوير". 

وأوضحت أنها تضع اهتمامًا خاصًا بنموذج Llama الذي كان له دور كبير في دفع جهود ميتا لإنشاء منظومة نماذج مفتوحة المصدر،وأعربت ميتا عن حماستها لإطلاق الجيل الرابع من نموذج Llama قريبًا، مما يبرز التحدي الجديد في سوق الذكاء الاصطناعي.

وتزامنًا مع هذه التطورات، كان مارك زوكربيرج قد أعلن عن نية ميتا استثمار نحو 65 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال العام الجاري، جزء من هذا الاستثمار سيُخصص لبناء مركز بيانات كبير وزيادة التوظيف في هذا المجال. 

هذا الإعلان جاء بعد أيام قليلة من كشف OpenAI عن مشروع "Stargate" بالتعاون مع شركات مثل سوفت بانك وأوراكل، وهو مشروع مدعوم من الإدارة الأمريكية ويهدف إلى إنشاء عشرات مراكز البيانات الجديدة في الولايات المتحدة بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار.

مع هذه التحولات في سوق الذكاء الاصطناعي، أصبح الإنفاق الضخم على هذا القطاع موضع تساؤل متزايد، فبينما تقوم الشركات الكبرى مثل ميتا بالاستثمار بكثافة في هذا المجال، يبدو أن شركات ناشئة مثل DeepSeek قد تكون قادرة على تقديم حلول موازية أو حتى متفوقة بتكاليف أقل، مما يعيد رسم مشهد المنافسة في هذا القطاع.

إن صعود DeepSeek السريع أحدث حالة من القلق في ميتا وأدى إلى تغيير استراتيجياتها بشكل ملحوظ، بينما لا تزال ميتا تسعى للسيطرة على قطاع الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الشركات الصينية قد أصبحت منافسًا رئيسيًا في هذا المجال، مما يطرح تساؤلات بشأن مستقبل المنافسة في الأسواق العالمية.

يبدو أن قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي شهد نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، على موعد مع تحولات كبيرة، في وقت تسعى فيه الشركات الكبرى لإعادة تقييم استراتيجياتها لمواكبة التغيرات السريعة.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top