DeepSeek تثير الجدل بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة وسط قيود أميركية

شهدت الأوساط التقنية والمالية موجة من الجدل بعد إعلان شركة DeepSeek الصينية عن نجاحها في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم بتكلفة أقل بكثير من نظيراتها الأميركية. 

هذا التطور المفاجئ أثار تساؤلات حول كيفية تمكن الشركة من تحقيق هذا الإنجاز، خصوصًا في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين.

DeepSeek 

تأسست شركة DeepSeek قبل عامين فقط، لكنها استطاعت خلال فترة وجيزة أن تصبح لاعبًا مؤثرًا في سوق الذكاء الاصطناعي، يعود جزء كبير من نجاحها إلى الشركة الأم High-Flyer، التي بدأت استثماراتها في مجال الحوسبة الفائقة منذ عام 2015. 

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فقد تمكنت High-Flyer من شراء نحو 10,000 وحدة معالجة رسومية من طراز A100 من شركة إنفيديا الأميركية في عام 2021، وذلك قبل فرض واشنطن قيودًا صارمة على تصدير هذه الرقائق إلى الصين في العام التالي.

استفادت DeepSeek من هذا المخزون لبناء حاسوب فائق مخصص لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، في إعلان حديث، صرحت الشركة بأنها تمكنت من تدريب أحد نماذجها الحديثة باستخدام نحو 2,000 وحدة من رقاقات H800 الأقل تطورًا من إنفيديا، وبتكلفة لم تتجاوز 5.6 ملايين دولار، هذا الرقم بدا مفاجئًا للكثيرين، خاصة عند مقارنته بتكاليف تطوير نماذج أخرى، مثل GPT-4 من OpenAI، الذي كلف أكثر من 100 مليون دولار.

الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، كان من بين المشككين في صحة هذه الأرقام، حيث قال: "هذا النموذج يمتلك قدرات مشابهة لما وصلنا إليه منذ فترة طويلة، لكن الأرقام التي أعلنتها DeepSeek تبدو غير واقعية". 

كما أشارت شركة الأبحاث SemiAnalysis إلى أن إجمالي استثمارات DeepSeek في شراء وحدات معالجة الرسومات قد يتجاوز 500 مليون دولار، مع نفقات إجمالية تصل إلى 1.3 مليار دولار، مما يشير إلى أن التكلفة الفعلية لتطوير نموذجها قد تكون أعلى بكثير مما أعلنت عنه.

أحد العوامل التي ساعدت DeepSeek على خفض التكاليف هو الحاسوب الفائق الذي أنشأته High-Flyer، والذي كلفها مليار يوان (نحو 139 مليون دولار)، هذا المشروع سمح للشركة ببناء شبكة من العلاقات مع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي داخل الصين، مما وفر لها ميزة تنافسية قوية، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف تمكنت الشركة من تحقيق كفاءة عالية في استهلاك الطاقة وتقليل تكاليف الحوسبة مقارنة بالشركات الغربية.

التطورات الأخيرة أثارت قلق الشركات الأميركية التي تخشى فقدان هيمنتها على سوق الذكاء الاصطناعي لصالح الشركات الصينية. هذا القلق انعكس في تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي دعا الشركات الأميركية إلى "تركيز جهودها بالكامل" على المنافسة مع DeepSeek وغيرها من الشركات الصينية.

لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت DeepSeek قد تمكنت بالفعل من الالتفاف على القيود الأميركية المفروضة على توريد رقائق إنفيديا، لكن الواضح أن الشركة نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة في بيئة مليئة بالتحديات. 

مع استمرار تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي ستشهد مزيدًا من التعقيد خلال السنوات القادمة، خاصة مع دخول شركات صينية ناشئة إلى السوق بقوة غير متوقعة.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا