عملة ترامب المشفرة تتكبد خسائر فادحة وسط اضطرابات اقتصادية وسياسية

تعرضت العملة المشفرة التي تحمل اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهبوط حاد في قيمتها خلال الأيام الأخيرة، مما أثار تساؤلات حول استمرارية المشروع في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المتقلبة. 

هذا التراجع الحاد جاء بعد فترة وجيزة من إطلاق العملة، حيث فقدت أكثر من 30% من قيمتها خلال أسبوع واحد، وهو ما جعلها تنخفض إلى أقل من نصف قيمتها الأصلية.

عملة ترامب المشفرة

تزامن هذا الانخفاض مع تصاعد التوترات التجارية التي أثارها ترامب بفرضه رسومًا جمركية جديدة على عدد من الدول، بما في ذلك المكسيك وكندا والصين، هذه الخطوات أشعلت موجة من عدم اليقين في الأسواق، وأدت إلى تراجع ثقة المستثمرين في الأصول الرقمية المرتبطة بشخصيات سياسية. 

وبحسب محللين ماليين، فإن حالة التشاؤم التي خيمت على المستثمرين دفعتهم إلى تقليل تعرضهم للعملات الرقمية ذات الطبيعة المتقلبة، مفضلين بدائل أكثر استقرارًا.

ورغم التراجع الحاد في القيمة السوقية للعملة، إلا أن المشروع استطاع تحقيق أرباح كبيرة من خلال رسوم التداول التي دفعها مؤيدو ترامب، حيث تشير التقارير إلى أن العملة جمعت نحو 100 مليون دولار من المعاملات، تذهب هذه العوائد إلى كيان "CIC Digital"، وهو الكيان المسؤول عن إدارة المشروع، ما يعكس استمرار اهتمام قاعدة مؤيدي ترامب بالعملة، رغم خسائرها الفادحة.

في الوقت نفسه، لم تكن هذه العملة الوحيدة التي تعرضت لخسائر كبيرة خلال الفترة الأخيرة، إذ شهدت عملات رقمية ميمية أخرى، مثل Dogecoin المدعومة من إيلون ماسك، انخفاضات مماثلة، هذه التقلبات سلطت الضوء مجددًا على المخاطر المرتبطة بهذا النوع من الأصول الرقمية، خاصة أنها تعتمد في جزء كبير من قيمتها على الزخم الإعلامي والتوجهات الشعبية بدلاً من الأسس الاقتصادية التقليدية.

يرى بعض الخبراء أن هذه الخسائر تكشف عن التناقض بين سياسات ترامب الاقتصادية القائمة على الحمائية والانعزالية، وبين طبيعة العملات المشفرة التي تعتمد على الانفتاح والحرية المالية والتداول بلا قيود، فبينما يروج ترامب لسياسات حمائية تحاول تقليص الاعتماد على الأسواق العالمية، تستند العملات المشفرة إلى فكرة إلغاء الحدود المالية وتحقيق اللامركزية، مما يضع المشروع في تناقض جوهري مع فلسفة الرئيس السابق.

تصريحات بعض المسؤولين في قطاع العملات الرقمية أكدت أن مشروع عملة ترامب المشفرة لم ينجح في تقديم قيمة حقيقية للسوق، بل ساهم في إثارة المزيد من الجدل حول جدوى هذا النوع من الاستثمارات. 

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه العديد من الجهات التنظيمية حول العالم إلى فرض مزيد من الرقابة على العملات الرقمية، وهو ما يزيد من الضغوط على المشروعات التي تفتقر إلى أساس اقتصادي قوي.

على الرغم من كل هذه التطورات، لم يُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل التقنية لعملة "ترامب كوين"، إذ صرح سابقًا أنه لم يكن متابعًا دقيقًا لتطوراتها، وأنه اكتفى بالموافقة على إطلاقها دون التدخل المباشر في إدارتها، هذه التصريحات تعزز الانطباع بأن المشروع كان مجرد محاولة أخرى للاستفادة من شعبية ترامب وجذب استثمارات من مؤيديه، بدلاً من كونه مبادرة مدروسة في عالم العملات الرقمية.

مع استمرار التقلبات الحادة في السوق، يبقى مستقبل العملة المشفرة الخاصة بترامب غير واضح، خاصة إذا استمرت الاتجاهات السلبية في التأثير على معنويات المستثمرين. 

ومع ذلك، فإن ارتباط العملة بشخصية سياسية مثيرة للجدل قد يبقيها في دائرة الاهتمام لبعض الوقت، حتى لو كانت قيمتها الفعلية تتراجع بشكل مستمر.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا