الصين تفتح تحقيقًا ضد جوجل بتهمة الاحتكار وسط تصاعد النزاع التجاري مع الولايات المتحدة

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 07 فبراير 2025 10:07 ص

جوجل

جوجل

أعلنت السلطات الصينية عن فتح تحقيق رسمي في ممارسات شركة جوجل، متهمة الشركة بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، في خطوة تعكس تصاعد حدة النزاع التجاري بين بكين وواشنطن. 

يأتي هذا التحرك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 10% على السلع الصينية، مما أدى إلى ردود فعل قوية من الجانب الصيني.

وأكدت إدارة الدولة لتنظيم السوق في بيان رسمي أن التحقيق يركز على ممارسات جوجل التجارية، والتي يُشتبه في أنها تضر بالمنافسة العادلة في السوق الصينية. 

ورغم أن خدمات البحث والإنترنت التي تقدمها جوجل محظورة في الصين منذ عام 2010، فإن الشركة تواصل العمل في البلاد من خلال تقديم خدمات إعلانية تستهدف الشركات الصينية العاملة في الأسواق العالمية.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن التحقيق قد يشمل أيضًا ممارسات جوجل المتعلقة بالإعلانات الرقمية، حيث تواجه الشركة اتهامات باستغلال موقعها المهيمن في سوق التكنولوجيا لتقييد المنافسة وإعاقة نمو الشركات المحلية، ويعكس هذا الإجراء توجهاً متزايداً لدى الصين للحد من نفوذ الشركات التكنولوجية الأمريكية داخل أسواقها.

تصعيد تجاري متبادل

تزامن هذا القرار مع إعلان الحكومة الصينية عن فرض تعريفات جمركية إضافية على مجموعة من السلع الأمريكية، في رد واضح على الخطوات التي اتخذتها واشنطن، شملت الإجراءات الصينية فرض رسوم بنسبة 15% على صادرات الفحم والغاز الطبيعي المسال القادمة من الولايات المتحدة، إلى جانب تعريفات بنسبة 10% على النفط والمعدات الزراعية.

كما قامت بكين بإضافة شركات أمريكية بارزة إلى قائمة الكيانات المقيدة، من بينها شركة PVH Corp، المالكة للعلامة التجارية Calvin Klein، بالإضافة إلى شركة Illumina المتخصصة في تقنيات تسلسل الجينات. 

علاوة على ذلك، فرضت السلطات الصينية قيودًا جديدة على تصدير المواد المرتبطة بالتنغستين، وهو معدن أساسي في العديد من الصناعات التقنية والعسكرية.

خلفية النزاع التجاري

يأتي هذا التصعيد في سياق توترات متزايدة بين أكبر اقتصادين في العالم، فمنذ سنوات، تشهد العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تقلبات حادة، حيث فرضت إدارة ترامب سلسلة من التعريفات الجمركية كجزء من استراتيجيتها للضغط على بكين من أجل تغيير سياساتها التجارية.

وبررت واشنطن الإجراءات الأخيرة بأنها رد على فشل الصين في منع تدفق المواد المخدرة غير المشروعة إلى الولايات المتحدة، وهو ادعاء رفضته بكين مرارًا، إلا أن المراقبين يرون أن هذه الخطوة تأتي في إطار المنافسة الأوسع بين البلدين في مجالات التكنولوجيا والصناعة والطاقة.

وفي ظل هذه التطورات، يرى محللون أن التحقيق الصيني في ممارسات جوجل قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الأمريكي في قطاع التكنولوجيا، خاصة في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات صينية كبرى مثل هواوي و"تيك توك".

تداعيات التحقيق

من المتوقع أن يكون لهذا التحقيق تداعيات كبيرة على مستقبل جوجل في الصين، خاصة إذا أسفر عن فرض غرامات أو قيود إضافية على أنشطتها الإعلانية، كما أنه قد يدفع شركات تكنولوجيا أمريكية أخرى إلى إعادة تقييم عملياتها في الصين تحسبًا لمزيد من الإجراءات التنظيمية.

ويرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم النزاع التجاري القائم بين البلدين، مما يزيد من الضغوط على الشركات العالمية التي تعتمد على الأسواق الصينية والأمريكية في آنٍ واحد. 

كما قد يؤدي التحقيق إلى تحفيز الشركات الصينية على تعزيز جهودها في تطوير بدائل محلية للخدمات التي تقدمها جوجل وغيرها من الشركات الأمريكية.

ومع استمرار التوترات بين القوتين الاقتصاديتين، تبقى الأنظار متجهة إلى ردود الفعل القادمة من الولايات المتحدة وإلى تأثير هذه الخطوة على مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top