سماعات عزل الضوضاء تثير القلق الطبي.. وخطر على صحة السمع

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 21 فبراير 2025 09:44 ص

سماعات عزل الضوضاء

سماعات عزل الضوضاء

أثار تقرير طبي حديث قلقًا كبيرًا بين الأطباء حول التأثيرات السلبية المتزايدة للسماعات التي تحتوي على خاصية عزل الضوضاء، حيث أشار إلى أن استخدامها المفرط قد يؤدي إلى مشكلات صحية غير متوقعة في السمع. 

في الوقت الذي شهدت فيه المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الشباب الذين يعانون من صعوبة في فهم الأصوات والكلمات، رغم أن حاسة السمع لديهم لا تعاني من أي خلل.

سماعات عزل الضوضاء

تُشير التقارير إلى أن هذه الظاهرة تزداد انتشارًا بين الفئة العمرية الشابة، حيث بدأ المختصون في التشخيص المتزايد لحالات اضطراب معالجة السمع (APD)، هذا الاضطراب العصبي يجعل الدماغ يواجه صعوبة كبيرة في فهم الأصوات، ويعتبر أحد الأسباب التي تساهم في صعوبة التواصل مع الآخرين.

تجربة صوفي، التي تبلغ من العمر 25 عامًا، تعكس بوضوح التأثيرات السلبية لهذا الاضطراب، على الرغم من أن صوفي تتمتع بقدرة كاملة على سماع الأصوات، إلا أنها تجد صعوبة في تحديد مصدرها أو فهم الكلام بشكل سريع، وتستعمل صوفي سماعات عزل الضوضاء لمدة تصل إلى خمس ساعات يوميًا، ما جعل الأطباء يربطون بين هذا الاستخدام المكثف للسماعات وبين معاناتها من هذه المشكلة السمعية.

من جانبها، أضافت كلير بينتون، نائب رئيس الأكاديمية البريطانية للسمع، أن الاستخدام المستمر لسماعات عزل الضوضاء قد يؤدي إلى "نسيان" الدماغ كيفية تصفية الضوضاء المحيطة، وهو ما يعد أمرًا خطيرًا، خاصة في مرحلة تطور مهارات الاستماع التي تستمر حتى أواخر سن المراهقة. 

وحذرت بينتون من أن هذه السماعات قد تؤدي إلى تداعيات طويلة المدى على الدماغ، ما يجعل معالجة الأصوات أكثر صعوبة مع مرور الوقت.

إلى جانب ذلك، كشفت استطلاعات رأي طبية أن هناك نقصًا كبيرًا في المعرفة حول هذا الاضطراب بين أخصائيي السمع، حيث أظهرت نتائج استبيان أن فقط 4% من أخصائيي السمع في المملكة المتحدة على دراية جيدة باضطراب معالجة السمع (APD)، هذه النسبة المنخفضة تجعل من الصعب توفير تشخيصات دقيقة وعلاج مناسب للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة.

في ظل هذه المخاوف الطبية، يدعو الخبراء إلى اتخاذ خطوات وقائية عديدة للحد من تأثير سماعات عزل الضوضاء على الصحة السمعية، من بين هذه الإجراءات تقليل مدة استخدام هذه السماعات، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعتمدون عليها بشكل يومي، كما يشددون على ضرورة تفعيل وضع "الشفافية" في هذه السماعات، والذي يسمح للمستخدم بسماع الأصوات المحيطة، مما يساعد في تقليل عزل الأصوات الطبيعية والضرورية.

علاوة على ذلك، يناشد الأطباء بإجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير هذه السماعات، خاصة على الأطفال الذين قد يكونون أكثر عرضة للآثار السلبية، كما يدعون إلى توفير خدمات تشخيص وعلاج أكثر شمولاً، وذلك لتتمكن المؤسسات الطبية من تقديم الرعاية المناسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات معالجة السمع.

وأخيرًا، يؤكد الأطباء أن العلاج المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة، حيث أظهرت بعض الحالات أن العلاج المتخصص، الذي يشمل تمارين تدريب السمع وتقنيات الدعم المختلفة، قد يؤدي إلى تحسن ملحوظ، وفي بعض الحالات يمكن أن يحقق الشفاء التام للمرضى.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

هل ينجح إيلون ماسك في غزو المريخ؟

الإثنين، 31 مارس 2025 02:01 م

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top