HP تستحوذ على شركة Humane في صفقة ضخمة وتعلن إيقاف جهاز AI Pin

أعلنت شركة HP عن استحواذها على شركة Humane، الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في صفقة بلغت قيمتها 116 مليون دولار. 

يأتي هذا الاستحواذ بعد فترة عصيبة مرت بها Humane، حيث فشل منتجها الرائد AI Pin في تحقيق النجاح المتوقع، مما أدى إلى اتخاذ قرار إيقاف الجهاز نهائيًا والتوقف عن دعمه بحلول نهاية شهر فبراير الجاري.

إيقاف AI Pin رسميًا

بحسب البيان الرسمي الصادر عن Humane، سيستمر جهاز AI Pin في العمل بشكل طبيعي حتى 28 فبراير 2025، وبعد هذا التاريخ، سيتوقف الجهاز عن الاتصال بالخوادم السحابية الخاصة بالشركة، مما يعني أن جميع الميزات القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل المكالمات، الرسائل، الاستفسارات الذكية، وخدمات المساعد الافتراضي ستصبح غير قابلة للاستخدام.

ونصحت Humane المستخدمين الحاليين بتنزيل جميع بياناتهم الشخصية المخزنة على الجهاز، مثل الصور، مقاطع الفيديو، والملاحظات، قبل موعد الإغلاق النهائي، حيث ستتم إزالتها بالكامل من خوادم الشركة ولن يكون هناك أي وسيلة لاستعادتها بعد ذلك. 

ورغم إيقاف الخدمات السحابية، سيظل الجهاز قادرًا على عرض مستوى البطارية، لكنه سيفقد جميع وظائفه الأساسية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

خيارات الاسترداد وتعويض المستخدمين

فيما يتعلق بالمستخدمين الذين اشتروا الجهاز مؤخرًا، أكدت Humane أنها ستقدم استردادًا فقط للأجهزة التي لا تزال ضمن فترة الإرجاع البالغة 90 يومًا من تاريخ الشحن الأصلي. 

وأوضحت الشركة أن الطلبات يجب تقديمها قبل 27 فبراير 2025 للاستفادة من عملية الاسترداد، ما يعني أن المستخدمين الذين تجاوزوا هذه الفترة لن يتمكنوا من استعادة أموالهم.

أصول Humane وماذا يعني الاستحواذ بالنسبة لـ HP؟

تشمل عملية الاستحواذ أصولًا استراتيجية لشركة Humane، من بينها منصة Cosmos المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي نظام برمجي كان يعتمد عليه جهاز AI Pin لتقديم المساعدات الذكية. 

كما يشمل الاستحواذ فريق العمل الهندسي والتقني الذي يضم نخبة من المطورين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى أكثر من 300 براءة اختراع في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن فريق Humane سينتقل بالكامل للعمل ضمن HP، حيث سيتولى مسؤولية تطوير قسم جديد يركز على إدماج الذكاء الاصطناعي في المنتجات الرئيسية للشركة، مثل الحواسيب الشخصية، الطابعات، وقاعات الاجتماعات الذكية، ما يشير إلى أن HP تسعى لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالاتها المختلفة والاستفادة من خبرات الفريق في تطوير حلول جديدة.

سقوط Humane.. من الطموح الكبير إلى الفشل السريع

تأسست شركة Humane على يد مجموعة من المهندسين السابقين في شركة آبل، وكان الهدف من إنشائها هو تطوير أجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تقنية مستقبلية متطورة. 

وكان منتجها الأبرز AI Pin، وهو جهاز ذكي قابل للارتداء تم تصميمه ليكون مساعدًا شخصيًا متكاملاً قادرًا على التعرف على الأوامر الصوتية، تقديم معلومات لحظية، وتنفيذ مهام متعددة دون الحاجة إلى شاشة هاتف ذكي تقليدية.

لكن وعلى الرغم من التوقعات الكبيرة، لم يرق الجهاز إلى مستوى التوقعات، حيث واجه مشاكل في الأداء، وضعفًا في تجربة المستخدم، وسعرًا مرتفعًا بلغ 700 دولار، ما أدى إلى عزوف المستهلكين عنه. 

ومع مرور الوقت، بدأت معدلات الإرجاع تتجاوز عدد المبيعات اليومية، ما دفع الشركة إلى خفض سعر الجهاز ومحاولة تعديل بعض ميزاته، لكنها لم تتمكن من إنقاذه من الفشل.

وفي ظل هذه الظروف، بدأت Humane في البحث عن مستثمرين أو مشترين، حيث كانت تأمل في بيع أصولها بمبلغ مليار دولار، لكنها اضطرت في النهاية إلى قبول عرض HP البالغ 116 مليون دولار فقط، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالطموحات الأولية للشركة.

مستقبل HP في مجال الذكاء الاصطناعي

تمثل هذه الصفقة خطوة استراتيجية لـ HP، التي تسعى لتعزيز وجودها في سوق الذكاء الاصطناعي، خاصة مع التحولات الكبيرة التي يشهدها القطاع التقني. 

ومن المتوقع أن توظف HP خبرات فريق Humane في تطوير منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما قد يشمل أجهزة كمبيوتر أذكى، طابعات ذكية، وحلولًا تقنية مبتكرة للشركات.

وبينما تنتهي رحلة Humane كمشروع مستقل، تبدأ مرحلة جديدة تحت مظلة HP، التي تمتلك الآن فرصة لتحويل هذه التقنيات إلى ابتكارات ناجحة ومستدامة. 

ويبقى السؤال: هل ستتمكن HP من الاستفادة من هذا الاستحواذ لتقديم منتجات أكثر ذكاءً للمستخدمين، أم أن مصير تقنيات Humane سيكون مشابهاً لمصير AI Pin؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا