ترامب يسعى لفتح مفاوضات مع الصين للاستحواذ على تيك توك

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الإثنين، 24 فبراير 2025 09:38 ص

ترامب

ترامب

تتجه الأنظار مجددًا إلى تطبيق تيك توك كأحد أبرز محاور الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته مناقشة إمكانية شراء المنصة مع الحكومة الصينية. 

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المخاوف الأمريكية بشأن الخصوصية والأمن القومي، حيث تعتبر واشنطن أن التطبيق قد يشكل تهديدًا أمنيًا بسبب ملكيته لشركة بايت دانس الصينية.

تصريحات ترامب بشأن الاستحواذ

خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "آير فورس ون"، أشار ترامب إلى أن هناك اهتمامًا واسعًا بشراء التطبيق، وأن إدارته ستفتح قنوات التواصل مع بكين لمناقشة هذا الأمر. 

وأوضح أن الولايات المتحدة تريد ضمان بقاء تيك توك متاحًا لمستخدميه، لكن تحت إدارة أمريكية قادرة على تشغيله بكفاءة وضمان أمن بيانات المستخدمين.

وقال ترامب في تصريحاته: "هناك العديد من الأطراف المهتمة بالاستحواذ على المنصة، وأعتقد أن لدينا فرصة لتحقيق شيء إيجابي. سنتحدث مع الصين لأنها معنية بهذا الملف، وسيكون من الرائع الحفاظ على المنصة مع تغيير الجهة المالكة لها."

الصراع الأمريكي الصيني حول تيك توك

تعتبر تيك توك واحدة من أسرع التطبيقات نموًا على مستوى العالم، حيث تمتلك مئات الملايين من المستخدمين في الولايات المتحدة وحدها، ومع ذلك، تواجه الشركة ضغوطًا مستمرة من الحكومة الأمريكية التي تتهمها بجمع بيانات المستخدمين لصالح الحكومة الصينية، وهو ما تنفيه الشركة بشدة.

في عام 2020، كان التطبيق على وشك الحظر في الولايات المتحدة بعد قرار إدارة ترامب بإعطاء بايت دانس مهلة 75 يومًا لبيع عملياتها إلى شركة أمريكية أو مواجهة حظر كامل في السوق الأمريكية، ورغم المحاولات السابقة لبيع التطبيق إلى شركات مثل مايكروسوفت وأوراكل، إلا أن تلك الصفقات لم تكتمل بسبب التعقيدات السياسية والقانونية.

عقبات قانونية وتقنية أمام الصفقة

في حال قررت بايت دانس بيع تيك توك لشركة أمريكية، فإنها ستواجه قيودًا قانونية وتقنية من الحكومة الصينية، التي تعتبر خوارزمية التطبيق "تقنية أساسية" محمية بالقوانين الصينية المتعلقة بالصادرات التكنولوجية، هذا يعني أن أي صفقة تتطلب موافقة بكين، وهو أمر يبدو صعب التحقيق نظرًا للعلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.

من جهة أخرى، فرضت الصين على مدار السنوات الماضية قيودًا صارمة على دخول الشركات الأجنبية إلى سوقها لحماية المصالح المحلية، وهو ما دفع شركات مثل جوجل وفيسبوك إلى الخروج الكامل من الصين أو العمل هناك بقدرات محدودة للغاية.

كيف سترد الصين على هذه الخطوة؟

مع تصاعد الحرب التجارية والتكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم، من غير المرجح أن توافق الصين بسهولة على نقل ملكية تيك توك إلى الولايات المتحدة، إذ يعتبر التطبيق واحدًا من أكبر النجاحات التكنولوجية التي حققتها بكين على الساحة العالمية، ومنحه لشركة أمريكية قد يُنظر إليه على أنه تنازل استراتيجي في الصراع الرقمي بين البلدين.

وفقًا للمحللين، قد تستخدم الصين هذه القضية كورقة ضغط في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل القضايا العالقة المتعلقة بالرسوم الجمركية، وسلاسل التوريد، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

في الوقت الحالي، لم تكشف الإدارة الأمريكية عن أي تفاصيل رسمية بشأن خطة الاستحواذ المحتملة، كما أن بايت دانس لم تصدر أي تعليق رسمي حول إمكانية بيع المنصة، لكن من المتوقع أن تتواصل الضغوط السياسية على الشركة خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار النقاش حول أمن البيانات وحماية المستخدمين داخل الولايات المتحدة.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن واشنطن من إجبار بكين على التخلي عن تيك توك، أم أن الصين ستصمد أمام هذه الضغوط وتبقي المنصة تحت سيطرتها؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top