آبل تتخذ تدابير جديدة لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الإنترنت

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 07 مارس 2025 10:48 ص

آبل

آبل

في ظل تصاعد المخاوف العالمية بشأن أمان الأطفال والمراهقين على الإنترنت، أعلنت شركة آبل، عملاق التكنولوجيا، عن سلسلة من التدابير الاحترازية تهدف إلى تعزيز حماية الفئات العمرية الصغيرة أثناء استخدامهم التطبيقات الرقمية. 

تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الضغوط التشريعية على شركات التكنولوجيا لإيجاد حلول فعالة للحد من المخاطر التي قد يتعرض لها القاصرون أثناء تصفحهم الإنترنت والتفاعل مع التطبيقات المختلفة.

قضية متنامية

لم تعد مسألة أمان الأطفال والمراهقين على الإنترنت تقتصر على الرقابة الأبوية فقط، بل أصبحت محط اهتمام الحكومات والهيئات التنظيمية حول العالم، فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في التقارير حول الجرائم الإلكترونية والانتهاكات التي يتعرض لها القاصرون نتيجة استخدامهم غير المنظم لوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف الذكي، هذا الأمر دفع العديد من الدول إلى فرض قيود صارمة على بعض المنصات، بل وحظرها بالكامل في بعض الحالات، بهدف تقليل المخاطر المرتبطة باستخدام التكنولوجيا من قبل الفئات الأصغر سنًا.

وفي هذا السياق، تحركت آبل لتقديم حلول تقنية تضمن بيئة أكثر أمانًا للأطفال والمراهقين خلال استخدامهم منتجاتها، سواء كانت هواتف آيفون أو أجهزة آيباد أو تطبيقات الطرف الثالث التي يتم تحميلها عبر متجرها الرسمي.

تطوير أدوات لحماية الأطفال والمراهقين

أوضحت آبل في بيان رسمي أن استراتيجيتها الجديدة تركز على تمكين الآباء من الإشراف على أنشطة أبنائهم الرقمية بطريقة أكثر تطورًا وفاعلية، فمن خلال مجموعة من الأدوات المبتكرة، سيتمكن الآباء من مشاركة بيانات دقيقة عن أعمار أطفالهم، وهو ما سيساعد المطورين على ضبط إعدادات التطبيقات وفقًا للفئة العمرية المناسبة، مما يقلل من احتمالية وصول الأطفال إلى محتويات غير ملائمة.

إضافة إلى ذلك، أكدت الشركة أنها ستقوم بتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي لرصد أي أنشطة غير آمنة، مع إمكانية إرسال إشعارات تنبيهية إلى أولياء الأمور عند اكتشاف سلوكيات قد تكون مقلقة، مثل محاولات التواصل مع الغرباء أو استخدام التطبيقات لساعات طويلة دون انقطاع.

الرقابة من خلال طرف ثالث لضمان الامتثال

ضمن التعديلات الجديدة التي أدخلتها آبل، سيتم فرض رقابة أكثر صرامة من خلال إشراف "طرف ثالث" على التطبيقات التي يتم تقديمها عبر متجر آبل، وذلك لضمان امتثالها لمعايير الأمان وحماية الخصوصية، هذه الخطوة تأتي استجابة للضغوط التنظيمية المتزايدة من الحكومات، خاصة في أوروبا، التي طالبت بضرورة فرض رقابة أكثر تشددًا على التطبيقات التي يتفاعل معها الأطفال والمراهقون.

سيكون لهذا النظام الرقابي الجديد تأثير مباشر على كيفية إدارة صفحات التطبيقات على متجر آبل، حيث سيتمكن هذا "الطرف الثالث" من مراجعة التطبيقات والتأكد من أنها تتناسب مع المعايير المطلوبة قبل إتاحتها للجمهور، كما ستشمل هذه الرقابة عمليات التحديث المستمرة، مما يضمن استبعاد أي محتوى قد يشكل خطرًا على الفئات العمرية الأصغر.

التزام آبل بالإجراءات التنظيمية العالمية

لم تكن آبل وحدها في هذا المسار، حيث كانت واحدة من عدة شركات تكنولوجية كبرى تعهدت بالامتثال للإجراءات التشريعية الصارمة التي تبنتها بعض الدول، لا سيما في الاتحاد الأوروبي، لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الإنترنت، وقد بدأت هذه القوانين تأخذ حيز التنفيذ تدريجيًا، مما دفع شركات التكنولوجيا إلى تبني سياسات جديدة تتماشى مع هذه المتطلبات.

في هذا السياق، أكدت آبل أن التدابير التي تتخذها ليست مجرد استجابة للضغوط التشريعية، وإنما هي جزء من التزامها المستمر بحماية مستخدميها، خاصة الفئات الأصغر سنًا، من أي مخاطر قد يتعرضون لها أثناء استخدامهم للمنصات الرقمية.

كيف ستؤثر هذه التحديثات على تجربة المستخدم؟

مع إدخال هذه السياسات الجديدة، من المتوقع أن تصبح تجربة استخدام التطبيقات على أجهزة آبل أكثر أمانًا للأطفال والمراهقين، سيجد الآباء خيارات موسعة للتحكم في المحتوى الذي يمكن لأبنائهم الوصول إليه، كما سيستفيد المطورون من بيانات أكثر دقة حول الفئات العمرية لمستخدميهم، مما يساعدهم على تحسين تجربة المستخدم بشكل أكثر دقة وأمانًا.

وفي الوقت نفسه، قد تفرض هذه التغييرات بعض القيود على مطوري التطبيقات، حيث سيكون عليهم الامتثال لمعايير أكثر صرامة قبل أن يتمكنوا من نشر تطبيقاتهم على متجر آبل، ومع ذلك، فإن هذه القيود تصب في مصلحة المستخدم النهائي، حيث ستسهم في خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا وتفاعلًا مسؤولًا مع التكنولوجيا.

مستقبل أكثر أمانًا للأطفال على الإنترنت

مع استمرار تطور التقنيات الرقمية وانتشار الأجهزة الذكية بين الأطفال والمراهقين، يظل التحدي الأكبر هو كيفية تحقيق التوازن بين تمكينهم من الاستفادة من التكنولوجيا وحمايتهم من مخاطرها. 

وبينما تتخذ شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها آبل، خطوات جادة في هذا الاتجاه، يبقى دور أولياء الأمور والمجتمع في متابعة الاستخدام الرقمي للأجيال الشابة وتوجيههم نحو الاستفادة الآمنة من التطورات التكنولوجية.

وفي ظل هذه الجهود المتواصلة، قد نشهد مستقبلًا رقميًا أكثر أمانًا يتيح للأطفال الاستفادة من التكنولوجيا دون التعرض للمخاطر التي قد تهدد خصوصيتهم وأمانهم النفسي والاجتماعي.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top